
رشدي أباظة
الاحتلال السلفى (4-3)
لم تعرف الدولة المصرية خطرًا أكبر من خطر وجود جماعات إسلامية وفى القلب منها ذلك التيار السلفى.
السلفيون كانوا ولا يزالون ظهرًا ذلولًا تمتطيه التنظيمات الدينية لاحتلال مصر. دمروا الثقافة المصرية السمحة المعتدلة المتعايشة مع الحياة فى سلام ومحبة.
منذ ظهورهم على سطح الحياة. والحياة فى مصر تتعرض لنكسات تلو النكسة. صاروا خنجرًا مسمومًا مزروعًا فى خصر المجتمع. ظل السلفيون يزيفون على المجتمع بخداع كلماتهم المعسولة سنين عددا. يقولون نحن أبناء المساجد ولا علاقة لنا بالسياسة والسياسيين.
والموقف الشرعى حاضر لديهم. يتلاعبون بالدين كما يشاءون. يطوعونه حسب التكتيك. حتى إذا اندلعت ثورة يناير ولاحت تباشير الاستيلاء على السلطة. ذهبوا مجتمعين فى مسجد عمر بن العاص لمدة ١٥ يومًا يجتمعون لدراسة موقف شرعى يجيز لهم دخول معترك السياسة والحياة الحزبية. أجازوا لأنفسهم بعدما ظلوا يكذبون على الناس بأن الموقف الشرعى ضد الحزبية وضد الجماعات الدينية السياسية. قاموا بتأسيس أحزاب النور والوطن والإصلاح وكثير غيرها. رأيناهم فى الشوارع والفضائيات والمساجد مثل الذئاب يفترسون المصريين فى عقيدتهم وحياتهم. كرسوا فكرة أن دينهم هو الصحيح والذى لابد أن يصطدم بالدولة الوطنية. مربط الفرس ولحظة الانقضاض على مصر.
كانت تسمية حزب النور دالة على نظرتهم لمصر. النور لا يسطع إلا فى الظلام. يقصدون ظلام المجتمع. فرضوا علينا حالة شعور دائم بالذنب على عموم المجتمع لعزوفه عن الاستجابة لدعوتهم الإسلامية. أوحوا للمصريين بأنهم نموذج إسلامى يمكن تطبيقه من خلالهم والدولة تعرقله لأنها تعرقل سيادة الإسلام. روجوا كذبًا بأن إدارة الدولة تحارب كل ما هو مسلم وإسلامى برفض تطبيق الشريعة.
قالوا صراحة إن مفهوم الدولة المدنية مفهوم مضاد للدين. لقد كان وجودهم سببًا فى حالة ضاغطة يمكن وصفها بالتكفير الإيحائى للدولة المصرية وليس للأشخاص من خلال ما روجوه وأوحوا به من زخرف القول غرورا!
غدًا نكمل