
رشدي أباظة
الاحتلال السلفى «٤-٤»
السلفيون والتيارات الدينية أهل فتنة وشقاق فى أى مجتمع. يتميزون على الناس. يرتدون زيا معينا. جلابيب ولحى ونقاب. لا يصلون إلا فى مساجدهم. تقر نفوسهم بأن مساجدنا مساجد ضرار. هم أصحاب الإسلام والعقيدة الصحيحة. ما سواهم لا عقيدة ولا إسلام. مستباح الدين والمال. يرون ما عداهم ضال. مبتدع. وعبد آبق. يحتقرون سواهم من بشر وشجر. لديهم خطابان. خطاب داخلى فيه كل ما أسلفت. والآخر خطاب استضعاف. يؤمن كل سلفى بأنه يعيش بيننا فى هجرة مرغما عليها. يقولون بأنهم الفرقة الناجية. وباقى الفرق هالك. هم أهل السنة والجماعة. حديث الفرق الشهير المنسوب للرسول الكريم يجابه القرآن ويقابله. الحديث يقول إن الأمة ستفترق على إحدى وسبعين فرقة كلهم فى النار إلا واحدة. والقرآن يقول للرسول الأكرم “إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شيء”. القرآن يقول بأنه لا فرق وشيع وجماعات فى الإسلام. وهم يقولون بأنهم الفرقة الناجية. ولا أدري كيف. السلفيون جند الاحتياط لتيار الإسلام السياسى. يستدعونهم كلما استدعى الحال واستعرت المعركة مع الدولة والمصريين.
يبذرون بين الناس فنون الفرقة والتفريق. ذات يوم سمعت أحدهم يقول بأن أمه وأباه كافران. لا يسيران على صحيح الإسلام. وقال إن حاله يشبه حال الرسولين ابراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم. هتف يقول إن أبا إبراهيم كافر وكذلك الرسول محمد. وزاد بأن قرأت لأحد التيارات السلفية يقول بأن السيدة آمنة بنت وهب عليها من الله الصلاة وأجل التسليم فى النار. السلفيون يحرمون كل شىء. ويفعلون كل شىء. سمعت لأحد مشايخهم خطبة كاملة لا يجيز فيها الملابس المخططة. قال إنها تزيغ الأبصار!
السلفيون هبطوا على الأرض المصرية ليفسدوا فيها ويسفكون الدماء. ظهرت شوكتهم الحاند بعد هزيمة ٦٧. بذروا بذور السم فى الزوايا والمساجد والشوارع والجامعات والمدارس والنوادى فى السبعينيات. عملوا بالسياسة والتقتيل ومطاردة المصريين الأقباط بعد حرب ٧٣ وبدء مفاوضات السلام. شاركوا كجند احتياط فى قتل الرئيس الشهيد السادات بعد التحريض عليه. يخذلون عن الناس فى الدولة. ينشرون تكفيرها بين الثنايا. لا تجد قوما يخلون منهم. ينشرون البغضاء. لا يعرفون للسلام والوئام سبيلا.
فى المقابل تجدهم فى مجتمعهم الداخلى يرتكبون كل فحشاء. يأتون كل نقيصة. من خيانة وغدر واستيلاء على أموال زكاوات وتبرعات المصريين فى المساجد والجمعيات الخيرية بالباطل. يؤمنون إيمان إخوة يوسف. اقتلوه ثم نكون من بعده قوما صالحين!
لو أردنا أن نقتفى أثر المنافقين الذين كانوا يعيشون بين يدى الرسول والمؤمنين فى دولة المدينة لوجدنا الأثر باقيا فى هؤلاء بيننا. كان المنافقون يصلون خلف رسول الله. والسلفيون يملأون بيننا المساجد ولا خلاف. عقيدتى بأن السلفيين اعتداء على سيادة مصر الدينية والثقافية والدينية تضاهى عقيدتى فى الإيمان بالله.