الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
متاحف تاريخ الإرهاب

متاحف تاريخ الإرهاب






 لن أتوقف عن تكرار دعوة الدولة المصرية لتأسيس وإنشاء متاحف تاريخ الإرهاب التى أطلقتها قبل عامين لحماية الذاكرة المصرية من نسيان جرائم هذه الجماعات الإرهابية المتواصلة عبر التاريخ منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى اليوم تعرض فيها الوطن لمخاطر شديدة وسقط ضحيتها آلاف الشهداء.
نحن فى مناسبة نصر أكتوبر العظيم الذى لم يعد لنا وفقط جزء من أرضنا التى كانت محتلة، لكنه أعاد لنا أيضا ذاكرة الانتصارات على العدو المُحتل لأراضينا عبر التاريخ، وهى الانتصارات التى تحتفظ بها ذاكرة الأجيال المختلفة بتوثيقها عبر كتب التاريخ أو فى متحف وبانوراما أكتوبر، حتى نحفظ هذه الانتصارات من النسيان أو الإهمال.
الأيام تثبت مع مرور الزمن أن فكرة متاحف تاريخ الإرهاب هى الوسيلة المُثلى لمكافحة ومحاصرة عمليات تزوير التاريخ بوقائع كاذبة مثل ما يطلقون عليه مذابح رابعة، أو اضطهاد المسلمين، أو سلب الشعب المصرى حقوقه، وهى كلها أكاذيب تطلقها جماعات الإرهاب فى محاولة لإثارة الوقيعة بين الشعب وقيادته السياسية.
أوروبا- حاضنة جماعات الإرهاب تحت لواء حقوق الإنسان- ذهبت إلى تدشين متاحف للتذكير بجرائم النازية والفاشية، وسنت قوانين تجرم مجرد الجهر بأفكارهما وشعاراتهما؛ كل ذلك حتى لا ينسى المواطن الأوروبى ما جنته تلك الأيديولوجيات من دمار وخراب، وهى فعلا – أوروبا – حاصرت تسرب الأفكار النازية إلى الأجيال الجديدة عبر تأسيس ذاكرة مؤسساتية قائمة على سرد الوقائع و«أرشفة» التاريخ بدلا من الاعتماد على الذاكرة أو الأحاديث الفردية للقادة أو المؤرخين.  
فكرة متاحف الإرهاب هدفها مشاهدة الناس ومعايشتهم بالصوت والصورة وبمختلف الأساليب من ديكورات لتماثيل لتجسيد وقائع ومواجهات حصلت مع الإرهابيين وعروض توثيقية ووثائقية وسينمائية يمكن للمصريين بأجيالهم المختلفة التعرف من خلالها على الإرهاب ومخاطره.
متاحف الإرهاب فى المحافظات مدرسة تنقل تلقائيا بشكل متواصل للمصريين حقيقة الإرهاب ومخاطر الإرهابيين وأساليبهم فى تزييف الحقائق والواقع.
متاحف الإرهاب جزء من نضال ثورة يونيو فى استعادة الدولة الوطنية والدفاع عنها وترسيخ مفاهيم الدولة الحديثة فى مواجهة دولة المرشد ومواجهة فكر العنف والتطرف وهى متاحف ستقدم للمصريين صورة جادة وصادقة وحقيقية عما حصل فى مصر وعن كذب ونفاق هذه العصابات الإرهابية.
نحن لا نحتاج الانتظار لمواجهة الجماعة الإرهابية كل فترة ولا يجب أن نظل فى إطار رد الفعل – داخليا وخارجيا - على أى محاولات تتم تحت أى دعاوى يمكن لها إثارة أزمات أو مشكلات.
مواجهة الإرهاب تتطلب ما هو أبعد من الأداء الأمنى والعسكرى، لأنك تتعامل مع أفكار قادرة على التوالد والانتشار فى العقول عبر وسائل زائفة ومخادعة عدة.
ستظل المشكلة قائمة طالما لم نصغ واقعا ثقافيا وطالما لم نخلق وعيا فكريا فى مواجهة الإرهاب والتطرف وجماعات الإخوان بأفكارها العنيفة وممارساتها الإرهابية.
نحن نحتاج لمبادرات وأفكار وأساليب قادرة على ضخ الوعى وبث التحذيرات بخطر الجماعات الإرهابية كلها من دون استثناء فلا فارق بينها سوى فى المسميات، ولن ينفع فى تحقيق هذا التواصل بين المصريين وبين الأجيال المتعاقبة إلا متاحف للتاريخ والتوثيق للأحداث بكل وسائل التسجيل والتوثيق.
كما صنعنا بانوراما أكتوبر لتتذكر الأجيال الجديدة حرب أكتوبر المجيدة وما جرى فيها، نحتاج إلى متاحف الإرهاب حتى لا ينسى الناس ما فعله الإرهابيون ببلادنا وحتى لا ننسى أكاذيبهم ودمويتهم وكراهيتهم لكل مصرى لا ينتمى لجماعتهم الإرهابية.