
رشدي أباظة
التحليل النفسى لدولة مرتضى منصور (١-٢)
أضحى السيد مرتضى منصور ظاهرة حقيقية. تستحق الرصد والتحليل. يشتبك مع ثلاثة تخصصات خطيرة. يؤثر فيها بالتوازى تأثيرا وصل حد الضرر والإزعاج. القانون والسياسة والرياضة.
قوة تأثيره السلبى صارت خطرا حقيقيا يهدد الاستقرار الضارب فى التخصصات الثلاثة.
يستخدم الرجل كل تخصص فى معاركه التى تنتهى ولن تنتهى إلا بموته. أمسى عبئا مكارثيا وجب التخلص منه. علمت من مصدر موثوق أن دولة مبارك انتبهت ذات ليلة لمخاطره. دبرت له أمرا ما كاد ينهى على ظاهرته. لكن شيئا ما حدث وفشلت الخطة. كان ذلك فى خريف عام ٢٠٠٤!
مرتضى منصور هو حالة إنسانية لا تتمدد إلا فى مساحات ضعف الآخرين.
يلمح من لغة جسد خصمه حالة ضعف. يستشعر منها تراجعا للخلف خطوة واحدة. تكون النتيجة المبادرة باجتياحه ولو لم يتناسب مع رد الفعل نفسه.
هو أسير دائم لحالة استعراض يهدف بها تحصين نفسه. وخلق مكسب استباقى فى أى تعامل بسبب الصورة الذهنية العدوانية التى رسخها لنفسه. صورة ذهنية أصبح عنوانها «البعد عن مرتضى غنيمة». وهى حالة تشعره بانتصارات وهمية مع خصوم غير موجودين. خصوم يخلقهم فى ذهنه. ثم ينتصر عليهم فى أوهامه!
المدهش هو حالة الاستجابة المجتمعية لهذا النموذج. نموذج دفع البعض للإعجاب به وترويج صوره الأسطورية. صورة جعلت منه ضيفا دائما على القنوات والصحف ليس للحديث الجاد. أو لاستعراض أفكار أو عرض تجربة. بل لإعادة تكرار ما يمكن تسميته
بـ «مرتضى شو».
هى إذن حالة صنعها السيد منصور وسوقتها وسائل الإعلام باقتدار!
منصور يقع تحت ضغط دائم ربما يكون مصدره عقدة قديمة عرضته لحالة انهزام نفسى. هزيمة جعلته يبحث يوميا عن أى انتصار على أى شخص لتخفيف الألم النفسى لهذه العقدة القديمة التى قهرته يوما ما.
مرتضى منصور يفترض أن يكون رجل قانون. وهو أساسا لا يستطيع العيش فى دولة القانون. دائما يبحث عن حالة الانتصار على هذا القانون بقوة الأمر الواقع. والحق هو أن مرتضى منصور لا يستطيع أن يعيش إلا فى دولة مرتضى منصور!
غدا نكمل