السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأمل وقصص الأنبياء

الأمل وقصص الأنبياء






من يتأمل فى القصص القرآنى يجده مفعمًا بالأمل، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى على لسان سيدنا إبراهيم (عليه السلام): ” قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ” (الحجر : 54-56)، ويقول سبحانه: ” وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ” (هود : 71-73) .
  وهذا زكريا (عليه السلام) يدعو ربه فيقول: ” قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ” (مريم : 4)، ثم يقول سبحانه: ” فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ” (الأنبياء : 90) .
  وهذا سيدنا أيوب (عليه السلام) يدعو ربه فيقول: ” وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ” (الأنبياء : 83-84) .
  وسئل بعضهم أى آية فى القرآن الكريم أرجى ؟ ، فقال قوله سبحانه : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (الزمر : 53).
  فلا ييأس مريض من مرض مهما كان مزمنًا أو عضالاً، فإذا قال لك الأطباء : لا أمل، فتعلق بمن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ، ولك فى نبى الله أيوب (عليه السلام) أسوة حسنة ، وإن كنت عقيمًا لا تنجب فلك فى نبى الله إبراهيم (عليه السلام) ونبى الله زكريا (عليه السلام) أسوة حسنة، وإن قيل لكم : إن الناس قد جمعوا لكم وتألبوا عليكم فاخشوهم فلكم فى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه أسوة حسنة، حيث يقول الحق سبحانه : “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” (آل عمران : 173-174) .
  وإن كنت فى فاقة من المال فاعلم أن غنى اليوم قد يكون فقير الغد، وفقير اليوم قد يكون غنى الغد ، يقول الحق سبحانه وتعالى: ” وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ”.
على أن الأمل الذى نسعى إليه هو الأمل المبنى على العمل والأخذ بالأسباب، وإلا كان أملاً أجوف لا طائل منه ، فقد كان سيدنا عمر (رضى الله عنه) يقول: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقنى فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .