الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف ترفض التهديد والوعيد!

روزاليوسف ترفض التهديد والوعيد!

لم ترضخ السيدة روزاليوسف للتهديد الذى ورد فى خطاب «مكرم عبيد» سكرتير الوفد وكان تهديدا واضحا وتقول السيدة روزاليوسف فى تعليقها: كان الوفد فى ذلك الوقت على درجة من القوة يستطيع بها أن يقتل أية جريدة بمجرد إعلانه أنها خرجت عليه، على أن الوفد قد أخطأ بغير شك فى لجوئه إلى تهديدى بهذه السرعة فليس من طبيعتى أن ألجأ للتهديد، بل إنه على العكس يثيرنى ويدعونى إلى العناد، وعصامية مثلى تشعر دائما أنها غير مدينة بما وصلت إليه لأحد، يصعب عليها جدا أن تخضع للتهديد مهما كان بسيطا، فإن بقيت روزاليوسف على خطتها فمعنى ذلك خروجها عن الوفد وإن أرادت أن تبقى على صلتها بالوفد فليس عليها إلا أن تعدل عن خطتها.



وقررت روزاليوسف أن تمضى فى خطتها التى ترى أنها مع مصلحة الوطن لأكثر من سبب، ومضت تهاجم تعطيل الدستور ونجيب الهلالى - وزير المعارف - وكل المستشارين الإنجليز!

وتعترف روزاليوسف: كان أغلب الوفديين يحبون «روزاليوسف» اليومية والأسبوعية على السواء، فهى لسانهم القوى وصوتهم المعبر، وهى الندوة التى يترددون عليها، كذلك كان جمهور الوفديين من تجار وأعيان وطلبة ومحامين يؤيدون خطتها فى مهاجمة وزارة توفيق نسيم وفى المطالبة بالدستور بسرعة وفى الحملة على المستشارين الإنجليز.

وكانوا لا يقرون سياسة «النحاس» ومكرم المبنية على ملاينة نسيم - رئيس الحكومة - ومهادنة القصر والإنجليز ريثما يعود الدستور بسلام، على أن هؤلاء الكثرة من الوفديين لم يلبثوا أن تبينوا أن الأستاذ مكرم عبيد يتزعم الحملة على روزاليوسف وأنه يعتزم إخراجها من الوفد.

وكان مكرم هو صاحب السطوة الأولى فى الوفد والمنزلة الكبرى عند النحاس، وكان الآخرون يخشون التعرض له أو الوقوف فى وجه آرائه، فإذا بهم ينقطعون عن زيارة “روزاليوسف” وإذا بهم يخافتون بتأييدهم لها بعد أن كانوا يجاهرون به! وقد فضلت كثرتهم أن تسكت وتنتظر نهاية المعركة وعلى رأس هؤلاء كان المرحومان أحمد ماهر والنقراشى وكان أيضا إبراهيم عبدالهادى وحامد محمود وحامد جودة وغيرهم كثيرون. كل هذا والخلاف مستمر لا يعرف الرأى العام عنه شيئا!!

إن توتر العلاقة بين السيدة روزاليوسف ومكرم عبيد لم تكن وليدة هذا الوقت بل بدأت قبل ذلك وكشف عنها الأستاذ مصطفى أمين فى مذكراته المهمة من عشرة لعشرين ويحكى قائلا: كانت السيدة روزاليوسف تشكو أن الأستاذ مكرم عبيد سكرتير الوفد يتصل بالمجلة كل أسبوع ويطلب منها أن تكتب أن وزارة إسماعيل صدقى ستسقط فى الأسبوع القادم، ويجيء الأسبوع القادم والشهر القادم ولا تسقط الوزارة، وكانت هذه الأنباء مقصودا بها ألا ييأس الشعب ويستمر فى المقاومة، ولكنها كانت تضعف ثقة الرأى العام بمجلة «روزاليوسف».

وقال بعض أعضاء الوفد أن مكرم يسيطر على النحاس وأنه فى عهد سعد زغلول لم يكن عضو واحد فى الوفد يسيطر على رئيس الوفد، وأنهم يلاحظون أن سياسة مكرم هى ملء صحف الوفد بالتهويش، فهو يأمر الصحف بأن تضرب عدد الوفود الذين حضروا إلى بيت الأمة فى مائة، وعدد المصفقين فى ألف، وقالوا إن هذا لا يستجلب احتقار الخصوم فقط بل الأصدقاء، ففى اليوم الذى كانت تقول فيه جريدة الجهاد إن عدد الوفود كان بالألوف رأى أعضاء الوفد بأعينهم أن الوفود لم تكن بالألوف ولا بالمئات بل بالعشرات فقط مع التساهل الشديد، وهذا يجعل الشعب يشك فى الحقيقة التى تكتبها صحف المعارضة بعد أن رأى بعينه الأكاذيب.

وللذكريات بقية!