إدارة الفيل الكبير

من ينظر إلى بداية الأفكار والخطط والأفعال لا يستطيع فى أحيان كثيرة أن يتصور مدى تطورها وما ستنتهى إليه الأمور... لنأخذ شبكة الإنترنت كمثال...بداية الأمر هو بحث إمكانية انتقال المعلومات من جهاز (ا) الى جهاز(ب)....بداية الفكرة قادت إلى بروتوكول فنى لهذه اللغة الجديدة للتواصل....تطور الأمر إلى الاتصال بين عدد من الأجهزة مرتبطين معا بما يسمى «شبكة».... ثم تطور الأمر لربط الشبكات معًا... وصولًا إلى شبكة الإنترنت بصورتها الحالية... تربط مليارات الأجهزة والبشر حول العالم... فوق السحاب وفى أعماق البحار والمحيطات... لا أستطيع أن أتصور أن الوضع الحالى كان فى خيال من قام بتحقيق أول اتصال بين الجهازين السابق الإشارة إليهما....
فى علوم الإدارة كما فى الحياة اليومية يوجد مبدأ مهم للتعامل مع المشكلات الكبيرة المتشعبة أومع القضايا المعقدة....يطلق عليه الغرب «أسلوب إدارة الفيل الكبير»... يطلق على الشركات والمؤسسات والمعضلات الكبرى...بالتحليل الأولى للمعطيات يحدث نوع من الإحباط ويتسرب اليأس والعجز أحيانا إلى القلوب....الحل باختصار هو «التقسيم»...تقسيم المشكلة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة...دراسة أولويات تلك المشكلات ومدى تأثير كل مشكلة على المعضلة الكبرى والبداية بها...هذا هو ما يطلق عليه إدارة الفيل الكبير....عندما تراه قادمًا إليك تحس بالعجز ولكن بالتقسيم العلمى والتعامل مع الأجزاء ستتمكن من السيطرة ووضع أسلوب للعلاج.....
من مهام الإدارة الأساسية والفارقة  أيضا ما يطلق عليه ببساطة «التكامل».... وعودة إلى مثال شبكة الإنترنت بتنوعها وانتشارها ...هى مثال ممتاز على مبدأ التكامل....جهاز وكابل اتصال وإشارة كهربية من خلال بروتوكول اتصال.... تلك هى الشبكة ببساطة.... نفس هذا التكامل نراه فى أعقد الأنظمة... مركبة الفضاء ...مثال ممتاز للتكامل... علوم الفضاء والطيران....الهندسة الميكانيكية والكهربية وعلوم الحاسب والبرمجيات...علوم المعادن والفلزات...الفيزياء والكيمياء وخلافه.... يحدث التكامل فى مكونات مركبة الفضاء التى إن تم تقسيمها إلى مكونات صغيرة ستجدها قطعًا من المعادن والبلاستيك والزجاج....ولوحات إلكترونية عليها مكونات أساسية من دوائر تكاملية ومواصلات وترانزستورات صغيرة...وبرمجيات معقدة... يمكن تحليلها وتقسيمها حتى نصل إلى العناصر الأولية المكونة للغة الألة الإليكترونية... الواحد والصفر.....لا يجب أن نخشى من مشكلة ولا أن ننبهر بالتعقيد...فالتقسيم والتكامل هما كلمتى السر للحل وللتقدم....وللحديث بقية