التكنولوجيا يأكل بعضها بعضا

قل ما شئت عن أهمية الأنظمة التكنولوجية المحيطة بنا.. استخدم ما شئت من أدوات التكنولوجيا الحديثة.... لن تكون هناك نهاية أومنتهى..... ما قد يكون ملء السمع والبصر اليوم... ويستخدمه كافة البشر المتصلين بالتكنولوجيا حول العالم... يصبح نسيا منسيا بعد سنوات... أو شهور....القائمة طويلة والأسباب متعددة....
هل تذكر الأقراص المرنة الكبيرة بديلا عن الكروت المثقوبة... ثم الأقراص المرنة الصغيرة.... أصغر حجما وأكبر مساحة...أطاحت بالأقراص المرنة الكبيرة... ثم أتت الأقراص الضوئية (سى دى).... ثم الأقراص الضوئية الأكبر مساحة (دى فى دى) والـ(بلوراى)..... ثم ظهرت الـFlash Memory   أو ما نطلق عليها اختصارا «الفلاشة».
جهاز الفيديوكاست ثم استبداله بالأقراص الضوئية... شرائط الكاسيت أيضا... ثم الوصول حاليا إلى الملفات الصوتية شديدة الصغر والممتدة الجودة الصوتية....
كاميرا البولاوريد بصورها الفورية.... ثم اختفاء الفيلم والتحميض تماما تقريبا ودخول عصر التصوير الديجيتال وشاشات العرض الإلكترونى وتراجع طباعة الصور إلا فيما ندر.....
جهاز الووكمان.... أجهزة المحمول كبيرة الحجم والتى تحتوى على هوائى كبير الحجم... كل تلك التكنولوجيات وأكثر منها تراجعت ودخلت «متحف التكنولوجيا» وأزاحت مواقعها للتقنيات الأحدث.... وصل الأمر إلى أن الأجيال الجديدة لا تعرف شيئا عن تلك التقنيات «الجديدة نسبيا أيضا».
لن اتحدث عن أدوات تطوير البرمجيات وقواعد البيانات.. أنظمة التشغيل....الكتب المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات...وكيف أن كتابا صدر العام الماضى يصبح تراثا هذا العام.....
أحيانا أخرى تجد ابتكارت لم تلق النجاح المتوقع... مثل الساعة الرقمية وخاصة التى تحتوى على آلة حاسبة... لم تنتشر الانتشار المتوقع... ربما لكبر حجمها...ربما لعدم أهمية التكامل بين الساعة والآلة الحاسبة... ربما يرجع لطبيعة الذاكرة البصرية لأغلب البشر وتفوق عددهم على أصحاب الذاكرة الرقمية... ربما لأن الساعة أصلا ليس الهدف الوحيد منها هومعرفة الوقت بدليل أنها تتحول إلى سوار أو حلية للنساء وللرجال أيضا... بالرغم من وجود ساعات عديدة تبين التوقيت حولنا بداية من ساعة المحمول الذى لا يفارقنا لحظة...نهاية بساعة محطة المترو والقطار....القضية ليست كلها تكنولوجيا ولا كلها احتياج للوظيفة التي يؤديها الجهاز ولا اللهاث خلف الجديد منها... بل تتداخل مع هذا مجموعة من العوامل الثقافية والنفسية والاقتصادية أيضا.... وللحديث بقية.شش