الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مصرالسمحة»

«مصرالسمحة»






 

«حالنا أفضل من حال غيرنا، نحن شعب واحد، يكفى، لا نعيش بمخيمات».
بهذه الجملة رد سورى يقيم فى مصر على سؤالى كيف الحال؟
لم أقصد بالسؤال شىء، مجرد ترحاب، فقبله بدقائق كنت أرد ابتسامة جميلة لطفل يمسك بيد الرجل فى «السوبرماركت»، ابتسامته الودودة، دفعتنى لسؤاله عن اسمه قاله بصوت غير واضح، فأعدت السؤال فرد الأب بلكنة سورية «حسين».
مصربها أكثر من 5 ملايين لاجئ، من 65 دولة حول العالم، نعم الرقم صحيح، 65 دولة ، والرقم الأول أيضا صحيح 5 ملايين لاجئ - على الأقل-  يعيشون بيننا،قد لاتشعر بهم، فمصر السمحة،لم تصنع لهم سياجا، لم تضعهم خلف أسوار من السلك الشائك، ولم تذهب بهم إلى مخيمات فى الصحراء لتتاجر بهم، كما فعلت تركيا مثلا حينما تاجرت بهم، واستخدمتهم كورقة ضغط، لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، وتلقت مليارات مقابل  منعهم من السفر إلى أوروبا، وحصلت على تسهيلات لدخول مواطنيها إلى أوروبا مقابل منع اللاجئين من المرور.
«مصر السمحة» قدمت لهم العديد من الخدمات الإنسانية دون المزايدة بهم وعليهم،والزج بهم فى صراعات سياسية إقليمية.
تعايشوا مع المصريين، تاجروا وفتحوا محلات،تملكوا أراض وشقق، يحصلون على الدعم حتى لو لم يسجلوا أسماءهم فى بطاقات التموين، انضموا  للمنظومة التعليمية بدون مصروفات زائدة،الخبزمتوفر بنفس الأسعار، البنزين والسولار والكهرباء والمياه يحصلون عليها كأى مصرى.
مصر البلد الوحيد الذى يعيش به اللاجئون بهذه الكرامة، ومصر البلد الوحيد أيضا الذى يحتفل بالمهاجرين ممن عاشوا على أرضها قبل عشرات السنوات !
على سبيل المثال احتفالية «احنا المصريين الأرمن» التى أقيمت مؤخرا للاحتفال بالأرمن فى مصر.
الاحتفال لم يكن مجرد شعار اختارته وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج النشطة والدءوبة السفيرة نبيلة مكرم عبيد، للاحتفاء بالجالية الأرمينية التى تعيش على أرض مصر.
 قبل الاحتفاء بالأرمن أقامت الوزيرة نفسها،ما أطلقت عليه  أسبوع الجاليات «إحياء الجذور» فى الإسكندرية.
وقتها تزينت شوارع، عروس البحر المتوسط، لاستقبال هذا الحدث المهم الذى يعكس انفتاح الحضارة والثقافة المصرية على العالم، وتزين الكورنيش باللافتات الخاصة بأسبوع الجاليات، وأعلام مصر واليونان وقبرص.
هذه هى أول مبادرة من نوعها فى العالم، لإحياء الاحتفاء ‏الشعبى والسياحة التاريخية للجاليات الأجنبية التى كانت تعيش فى مصر، وزيارة أماكن تحمل ذكريات الجاليات من الدول ‏الثلاث، ومكان نشأتهم ومدارسهم ‏وغيرها.
قبل إحياء الجذور والاحتفاء بالأرمن، الوزيرة المحترمة نظمت 8  ملتقيات لشباب المصريين بالخارج من أبناء الجيلين الثانى والثالت، بالتعاون مع وزارة الشباب تحت ‏شعار «ولادك معاك يا ‏مصر»، لربطهم ‏بوطنهم الأم، وقدمت لهم دورات فى الأمن القومي، بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا، لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم، وجعلت منهم سفراء مصر فى الخارج، فهم خط الدفاع الأول عن مصر بالخارج.
تحركات الوزيرة المجتهدة  « نبيلة مكرم»  والتى تعمل بأفكار خارج الصندوق بالفعل، تساهم بقوة فى كسر الحواجز، وتنشيط السياحة والحركة التجارية وبالتالى توفير فرص عمل لتحسين الظروف المعيشية.
 تحركات الوزيرة، ساهمت فى زيادة  تحويلات المصريين بالخارج لـ 29.1 مليار دولار، خلال الفترة من نوفمبر 2016 حتى ديسمبر 2017، مقابل 24.4 مليار دولار، خلال الفترة نفسها،فى العام الذى سبقه  بزيادة نحو 4.7 مليار، بفضل السياسات المالية للدولة وجهود وزارة ‏الهجرة فى إدماج المصريين بالخارج باستراتيجية التنمية فى مصر.‎ ‎
الوزيرة المحترمة، تقدم كل يوم أفكارا تستحق الإشادة، وتتحرك وتنفذ على أرض الواقع مشروعات فى منتهى الأهمية، ومع ذلك لن تجد، احتفاء يليق بهذه الوزيرة فى أى من وسائل الإعلام وبالطبع لن تجد احتفاء بها فى منصات السوشيال ميديا .
بالتأكيد كلنا فاكرين أول مرة تم فيها تعيين السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة،والجدل العقيم حول ما ارتدته يوم أن أدلت بالقسم الدستورى، أما الآن وهى تعمل وتنجح، فلا أحد يريد أن يتحدث عنها .!