الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وظائف المستقبل

وظائف المستقبل






فى هذه السلسلة من المقالات التى جاءت تحت عنوان «العودة الى المستقبل»....عنوان لفيلم أمريكى شهير صدر عام 1985 يتحدث عن آلة الزمن.... فى الجزء الثانى للفيلم (1989) تم ضبط آلة الزمن للانطلاق الى المستقبل وتحديدا اليوم 21 اكتوبر 2015 ..سيارات طائرة....انسان آلى متطور يقوم بصيانة السيارات... تقنية الهولوجرام...اساليب دعاية واعلان متطورة...يجد متجرا للأنتيكات يعرض تلفازا قديما وشاشة حاسب قديمة... التقنيات موجودة... قد لا تكون الجدوى الاقتصادية لتنفيذ كل المبتكرات هى السبب.... فالاقتصاد يسيطر على ما يتم تحويله الى أرض الواقع من مبتكرات ...حجم السوق والعرض والطلب واحتياجات البشر ...كلها عوامل تؤثر فى نوعية المنتج.....حتى الان قد لا نجد ان السيارات الطائرة مطلوبة او ذات جدوى اقتصادية ...ربما يتغير الوضع فى المستقبل... بالتأكيد التكنولوجيا ادت الى تغييرات جذرية فى انماط الحياة...الى اضمحلال عدد كبير من الاجهزة والمعدات والشركات ايضا...
اختفاء وظائف كانت ملء السمع والبصر حتى عهد قريب.... التسارع ومعدل التغيير لا يمكن مقارنته بطول فترات التحول من المجتمع الزراعى الى المجتمع الصناعى.... او بين الثورات الصناعية المختلفة....
وظائف المستقبل كثيرة.... منها ما هو موجود بالفعل بصورة كلية او جزئية.... مثل المبرمج وخبير امن المعلومات وخبراء القانون الدولى.... وظائف يفرضها الواقع الجديد.... واقع يتخطى الحدود الجغرافية ويتواصل بسرعة انتقال المعلومات عبر كوابل الالياف الضوئية واشارات الاقمار الصناعية..... فى عالم ملئ بمخاطر سيبرانية كثيرة.... تشير التقديرات الى ان العالم يحتاج فى المستقبل القريب الى مليون خبير امن معلومات على الاقل...
العمل عن بعد والعلاج عن بعد والتعليم عن بعد اضحت مقبولة ... تخطينا مرحلة التعريف بهذه العمليات الى مرحلة التطبيق الفعلى والتجويد فى الاليات المستخدمة....
وظائف المستقبل لن تخلوا من محللى البيانات والمعلومات.... التحليل هو المستقبل والمستقبل للتحليل... بعد الوصول الى درجة مرتفعة من النفاذية الى مصادر المعلومات... وبعد الوصول الى مستويات مرتفعة من توافر المعلومات والبيانات وربطها بكل شيء (مبدأ انترنت الاشياء وانتشاره)....ستكون الوظيفة المثلى هى «محلل بيانات».... لتحليل هذا الكم الرهيب من البيانات المختلفة وايجاد روابط بينها... روابط وعلاقات وارتباطات لا يمكن الوصول اليها من خلال الخبرة الشخصية او التحليل البسيط بالأدوات التقليدية... ستفتح افاق اقتصادية واجتماعية وسياسية ايضا... ستكون الغلبة لمن يملك القدرة على التحليل السليم هو من سيتخذ القرار المناسب بالرغم من غياب الدوافع والاسباب عن العامة...الذين تركوا انفسهم لسيل المعلومات والبيانات دون وقفات حقيقية...وللحديث بقية