الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر الافتاء والتجديد المنتظر

مؤتمر الافتاء والتجديد المنتظر






تابعت فى الأيام القليلة الماضية العديد من الكتابات حول المؤتمر العالمى الرابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والمقرر عقده فى القاهرة يوم 16 أكتوبر الحالى، ولمدة يومين، تحت عنوان (التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق).... وفى الحقيقة فإن فكرة تجديد الفتوى هى فكرة رائدة ومهمة فى عالم متغير تتسارع فيه المستجدات وتزداد فيه تحديات العمل الدينى بشكل عام فى ظل تنامى التكنولوجيا والمعرفة، ونقل المعلومات، تزامنا مع انتشار الأمية الدينية لدى العديد من الفئات العمرية.
إن عملية التجديد لا سيما فى العمل الدينى يتطلب أن تكون هناك خطوات عملية ومخلصة، حيث إن الهدف الأساسى من التجديد هو تحصين العقول بالفهم الدينى الصحيح، ولا شك أن الفتوى تمثل ركنا رئيسيا فى هذا الأمر لأن معظم خطابنا الدعوى قائم على الأحكام الشرعية التى تعبر عنها الفتاوى المنتشرة عبر مختلف الوسائل.
ومع انتشار وسائل التواصل الأجتماعى وانتشار الفتاوى الرقمية المتعددة اصبح هناك خطر كبير على المجال الدينى والفهم العام للإسلام لا سيما إذا علمنا بانتشار الفتاوى الرقمية لجماعات التطرف وعلى رأسها داعش على محرك البحث فى جوجل، وفى  وسائل التواصل عبر الانترنت ، الامر الذى يجعل من مؤتمر تجديد الفتوى طوق نجاة حقيقى للتعرف على كيفية المواجهة، وتحديد المشاكل العاجلة فى العمل الدينى ووضع حلول لها.
وأتمنى ان يكون فى مؤتمر الافتاء محور لمناقشة كيفية تفعيل الفتوى المعبرة عن صحيح الدين على وسائل التواصل الاجتماعى وعلى صفحات  المجموعات المختلفة لا سيما تلك التى ينجذب لها الشباب، حتى نغلق الباب أمام فتاوى جماعات التطرف وانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعى.
ولقد أحسنت دار الافتاء حين جعلت من مؤتمرها مائدة دولية لطرح التجديد فى الفتوى حيث يشارك فى مؤتمرها  وفود من أكثر من 60 دولة من مختلف قارات العالم، ومن الأمور المهمة فى المؤتمر من وجهة نظرى هو محاولة إخراج الفتوى من  المجال النظرى بانتظار المشكلات وحلها إلى المجال العملى والتطبيقى بطرح التدابير من شأنها المساهمة فى إيجاد خطاب دينى وإفتائى واع بقضايا المجتمع.
وكما أعجبنى تأكيد فضيلة المفتى د. شوقى علام فى حديثه عن المؤتمر من أن مؤتمر الأمانة العامة لدور الفتوى هذا العام معنى بعدم اقتصار نطاق التوعية فى الخطاب على الداخل المصري، ولكن سيمتدَّ إلى الخارج لاستعادة الريادة المصرية للفكر الإسلامى بل والإنسانى فى العالم كله وتجديد الفتوى ومعالم الدين الإسلامي، من خلال تقديم رؤية متكاملة للإسلام الحضارى الساعى لنشر قيم الرحمة والخير والجمال والنور بين الإنسانية كلها بما يزيل الصورة الذهنية القبيحة التى رسمها دعاة الشر والشيطان الذين يدعون الانتساب للإسلام وهو من أفعالهم وشرهم براء.
إن معرفة المشكلات فى عالم الإفتاء المعاصر، ووضع الحلول لها،  وكيفية استخدام كل الوسائل الحديثة لخدمة مجال الإفتاء يعد من الأمور العاجلة والضرورية لتحقيق دور عملى ومؤثر للفتوى فى توجيه الخطاب الدينى وفق رؤية تجديدية معاصرة تحقق التفاعل والتأثير، ومعايشة الواقع ... وهو ما نأمل من مؤتمر الافتاء أن تحققه بجهوده دار الافتاء المخلصة والمتابعة الجادة للتطبيق .