«مصر _ روسيا».. قمة الحضارات غدًا

تتويجا لـ70 عاما من التعاون المثمر، وصل الرئيس عبدالفتاح بالأمس العاصمة الروسية موسكو فى مستهل زيارته الرسمية لروسيا والتى تستمر ثلاثة أيام، يلتقى خلالها نظيره الروسى فلاديمير بوتين، لمناقشة عدد من القضايا  السياسية والاقتصادية والملفات ذات الاهتمام المشترك.

ضخ استثمارات جديدة

استهل الرئيس السيسى نشاطه الرسمى من العاصمة موسكو، بلقاء رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسى تيجران سركسيان، لبحث اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسى ويضم الاتحاد الأوراسى 5 دول هى «روسيا وبيلاروسيا وقيرغيزستان وكازاخستان وأرمينيا».
وكان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، قال إن المفاوضات بشأن إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادى الأوراسى ومصر والهند قد تبدأ فى المستقبل القريب. ويهدف الاتحاد الأوراسى إلى تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين أعضائه، وتضمن اتفاقيات الاتحاد لجميع أعضائه حرية نقل السلع والخدمات ورءوس الأموال واليد العاملة وانتهاج سياسة متفق عليها فيما يخص أهم قطاعات الاقتصاد، وهى التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل.
ويتضمن برنامج عمل الرئيس السيسى اليوم، الثلاثاء، فى موسكو،  العديد من الفعاليات، يستهلها بوضع باقة من الزهور على النصب التذكارى.
 والتقى أيضاً مجموعة من كبار رجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الروسية، سواء التى تعمل بالفعل فى مصر وترغب فى التوسع أو التى تستكشف آفاق الاستثمار لضخ استثمارات جديدة بمصر وحجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا آخذ فى التزايد، حيث بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2017 نحو 6,722 مليار دولار.
يستعرض الرئيس مع رجال الأعمال الفرص الاستثمارية الواعدة فى الاقتصاد المصرى لا سيما فى المشروعات القومية العملاقة وعلى رأسها محور تنمية قناة السويس، الذى من المقرر أن يحتضن المنطقة الصناعية الروسية.

خطاب تاريخى فى المجلس الفيدرالى

وفى إطار جهود تعزيز العلاقات البرلمانية والشعبية بين مصر وروسيا، من المقرر قيام الرئيس بإلقاء كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى بموسكو اليوم الثلاثاء، وهو الغرفة الأعلى فى البرلمان الروسي، علما بأن هذه ستكون المرة الأولى التى يلقى فيها رئيس دولة أجنبية كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسى».

الضبعة على طاولة اللقاء

ويلتقى الرئيس السيسى نظيره الروسى فلاديمير بوتين غد الأربعاء فى مدينة سوتشى الروسية ، فى قمة ستشهد بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا على جميع الأصعدة، فضلاً عن مواصلة التشاور والتنسيق المكثف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا وحرص البلدين على تعزيزها ودفعها للأمام.
ويبحث الزعيمان الأوضاع الإقليمية فى المنطقة خاصة الوضع فى سوريا واليمن إضافة إلى سبل مواجهة الإرهاب فى الشرق الأوسط، وتتطرق المباحث أيضا إلى الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية.
ومن المقرر أن تكون محطة الضبعة للطاقة النووية على طاولة لقاء السيسى وبوتين، وهى المشروع الذى وقعت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عقوده مع شركة «روس أتوم» الروسية، وتغطى العقود تصميم وبناء المصنع وتزويد الوقود النووى، والخدمات الاستشارية للتشغيل والصيانة، وإعادة تدوير الوقود.

اللقاء الثانى فى سوتشى

وهذه المرة الثانية التى يستقبل «بوتين» الرئيس «السيسى» فى سوتشى، حيث استقبله أول مرة عام 2014، وشاهد الطراد الروسى الضخم موسكفا، الذى يضم أقوى الأسلحة العسكرية فى روسيا، وسيكون على شرف استقبال «السيسى» عدد من المقاتلات العسكرية الروسية، والتى ستحلق بمجرد دخوله للمجال الجوى الروسى، حتى لحظة هبوطه فى مطار سوتشى.

تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية

وأوضح السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس سيلتقى أيضا رئيس الوزراء الروسى «دميترى ميدفيديف» وكذا كبار المسئولين الروس، لبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وتعد هذه الزيارة الرابعة للرئيس السيسى لروسيا ، فيما سيكون لقاء القمة بين الرئيس ونظيره الروسى هو السابع، حيث تعكس اللقاءات الثنائية مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خلال السنوات الأربعة الماضية ، ذلك ان الرئيس الروسى بوتين سبق وأن زار القاهرة مرتين كان آخرهما فى ديسمبر 2017، وسبقها زيارة فى فبراير 2015 بعد غياب عشر سنوات حيث كانت آخر زيارة له للقاهرة فى 2005. فى المقابل زار الرئيس السيسى روسيا ثلاث مرات سابقة، الأولى كانت فى أغسطس 2014، وفى مايو 2015 للمشاركة فى أعياد النصر الروسية ، ثم فى أغسطس 2015، فيما التقى الرئيس السيسى نظيره الروسى  فى سبتمبر ٢٠١٧ ببكين على هامش انعقاد قمة بريكس.