الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الواجهة

الواجهة






أغلبنا يتذكر استعراض «تاكسى الغرام» للمطرب عبد العزيز محمود والمطربة هدى سلطان... استرعى انتباهنا ماكيت التاكسى الذى كانت تتحرك به فتيات الاستعراض....مجرد  لوح خشبى تم قصه على شكل جانب عربة وتم تلوينه بألوان التاكسي...بعضنا سخر من هذا الماكيت متسائلا لماذا لم يتم إحضار تاكسى حقيقى... بالطبع أسباب متعلقة بالإنتاج قد تكون السبب وراء ذلك ولكن هذا القصور(ان جاز التعبير) لم يفقد الأغنية بريقها وما نزال نتذكرها بما تحتويه من طرب ولحن بديع...
فى عصر الاتصالات والشبكات الممتدة حول العالم وبالأخص شبكة الإنترنت (شبكة الشبكات)... قامت أكبر الشركات ربحا على مبدأ الواجهة... ما يطلق عليه الـ Interface... الواجهة فقط وباستغلال التشابك الكبير وسرعة الاتصال بين الناس عبر هذه الشبكات.....
دعونا لا نطيل فالفكرة بسيطة جدا....إيجاد واجهة تسمح لمتلقى الخدمة وطالبها من الالتقاء من خلال تلك الواجهة للحصول على الخدمة أو المنتج المطلوب بغير أن يحوز صاحب الواجهة على الخدمة...لذا يقال إن شركة فيس بوك لا تقدم أى محتوى على الإطلاق...فالمحتوى كله يأتى من مشاركات المستخدمين....يضعون الصور ومقاطع الفيديو والأخبار والأفكار وكلماتهم الخاصة وخلافه، الشركة مجرد واجهة لتلاقى الجميع...
المثال الآخر هو شركة أوبر.. لا تمتلك أى سيارات على الإطلاق..... مجرد واجهة حيث يلتقى طالب الخدمة مع مقدمها...يلتقى من يريد الذهاب من بيته إلى عمله مع شخص لديه سيارة مسجلة لدى الشركة وهو مسئول عن صيانتها وتراخيصها وقيادتها وكل شيء.... الشركة مجرد وسيط...
شركة أمازون أو على بابا...واللتان تقدمان ملايين المنتجات لمن يرغب فى الشراء...ليس لديهم أى مخازن ولا يمتلكون هذه السلع.. مجرد واجهة وتعاقدات وصفقات...
الفكرة ليست جديدة...البنوك تقوم على الفكرة ذاتها مع بعض الاختلافات الطفيفة...فالأموال أموال المودعين...بعد ذلك البنك يقوم بمجموعة عمليات نمطية ..إقراض وإيداع وبرامج واستثمارات وخلافه...
ما سبق هو تجسيد حى لمفهوم أن التسويق هو الأهم... الفكرة أهم من رأس المال والمواد الخام ... هل تريد أن تعرف كم تساوى الفكرة؟ راجع القيمة السوقية والأرباح السنوية لشركة مثل فيس بوك أو جوجل أو بكم تم بيع تطبيق واتساب منذ عدة سنوات.....شيئان فقط فى الحياة لا يمكن احتكارهما....الهواء والفكرة....دعونا نطلق العنان للأفكار الإيجابية ولنتذكر أن الأفكار مثل التصويب على المرمى... لن تحرز هدفا بدون تصويب....وكلما صوبت كرات أكثر كلما زادت فرصتك فى إحراز الأهداف... وللحديث بقية