
صبحي مجاهد
ضد الإدمان
لا شك ان تغييب العقل يعد من اهم طرق هدم الدول والمجتمعات، ويعد اخطر طرق هذا التغييب هو الإدمان، حيث يتم من خلاله الإيقاع بالشباب الذين هم عصب أى مجتمع، سجلت الدراسات نسبة الإدمان فى مصر 2.4%، ونسبة التعاطى بلغت 10%، وهى تتعدى نسبة التعاطى العالمية التى تسجل 5% وهو ما يشكل قلقا كبيرا، والأخطر ان الشباب فى مرحلة التعاطى يبدأون من عمر 11 عاما وهو ما يثبت تراجع دور الأسرة، حيث إن 58% من المدمنين يعيشون مع أسرهم بشكل طبيعى.
هذه الأرقام تجعل من الضرورى المواجهة الحقيقية للإدمان وعدم التراجع عن هذا الأمر، الأمر الذى يجعل من ظهور مبادرات مثل مبادرة مواجهة الإدمان التى كثفت وزارة الأوقاف جهودها فيها تعد امرا ضروريا ومهما، حيث اعتبرت الأوقاف أننا فى حاجة ماسة وعاجلة إلى مواجهة شاملة وحاسمة مع إرهاب جديد لا يقل خطورة وضراوة واستهدافا للمجتمع وشبابه من استهداف المجتمع وشبابه بالفكر المتطرف وهو إرهاب الإدمان والمخدرات, حيث إن إفشال الدول أو إسقاطها أو إضعافها أو تفتيت كيانها بشتى السبل هو الغاية المرجوة لأعدائنا.
كما أؤيد وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة فى أن المواجهة الشاملة للمخدرات تعنى المواجهة الحاسمة لزراعة المخدرات، وتجارها على اختلاف درجاتهم ومستوياتهم من أصغر مستخدَم فى التوزيع إلى أكبر تاجر أو ممول، مع تغليظ العقوبات بما يتناسب مع فظاعة الجرم، وتكثيف برامج التوعية وتوفير العلاج المناسب للراغبين فى الإقلاع عن التعاطى، ورعايتهم علاجيًّا ونفسيًّا وفكريًّا، مع تكثيف التوعية دينيًّا وثقافيًّا وإعلاميًّا، ان بداية الطريق إلى الإدمان يبدأ بالجهل او عدم المبالاة من الأسر ومؤسسات المجتمع المختلفة لخطورة انتشار المخدرات، فأصبحنا نرى تفاخرا بتناول الحشيش وغيره من بعض المواد المخدرة علنا دون ان يكترث احد لمواجهته .. بل أصبح تداول تلك المواد أشبه بتداول أقراص الإسبرين وادوية الإنفلونزا.
إن التوعية الفكرية والدينية لخطورة الإدمان يقع فى المقام الأول على المؤسسة التعليمية، والمساجد.. ومؤسسة الأسرة، ولا بد وان يكون هناك فى إطار مبادرة الأوقاف رسائل للأسر فى المقام الأول للتعرف على كيفية تحصين أبنائهم عمليا من الإرهاب، ثم نشر اخصائيين اجتماعيين حقيقيين بالمدارس الثانوية والإعدادية للجنسين لمتابعة الطلاب وعقد جلسات دورية معهم للتعرف على مشاكلهم حتى لا يتركوا مساحة للمتربصين بالشباب لاصطيادهم والدفع بهم إلى طريق المخدرات .
وينبغى الا تهمل الأسرة أى حديث لأبنائها حتى إن كان عابرا حول ما يعانون منه، واقترح بأن يقوم الدعاة بالمساجد بعمل جلسات استماع مغلقة للشباب من فئات عمرية مختلفة يعلن عنها بشكل دورى ولو مرة كل شهر يستمع فيها الإمام لهم ويوجههم، لا سيما أن إمام المسجد ما زال هو الأقرب للناس عند الاستفسار عن أمور الدين.