
رشدي أباظة
الطابور الخامس!
لنفترض جدلًا أن مصر دخلت فى خلاف واختلاف مع دولة أخرى. شقيقة كانت أو غير شقيقة. والدولة الأخرى لها حواريون وأتباع وأزلام داخل النخبة المصرية. ترى مع من يقف هؤلاء؟
هيا نقرب المسألة أكثر.
بعض الكتاب موالون للدولة. وفى نفس الوقت لديهم مصالح مع دول أخرى صديقة. لا ضير من فتح قوس بداخله تلك المصالح. مع من سيقف وقت الجد؟
حدث ذلك فى الأعوام الأربع الماضية. إعلاميون وصحفيون كبار التزموا الحياد علانية أثناء حرب البقاء التى خاضتها الدولة فى سنواتها الأخيرة.
مارسوا الحياد علانية فيما كانوا يتوددون إلى من اختلفت مصر معهم. كان التودد داخل أروقة سفاراتها ويقولون فى موقف مصر قولا غليظا!
أسماء هؤلاء بارزة. معروفون بالاسم. مصالحهم الشخصية تعلو ولا يعلى عليها.
نرى هؤلاء مثلا الآن يدافعون عن الدول التى ينتمون إليها مصالحيا بالحديد والنار. يخوضون معاركها بضراوة. قد تتفق رؤية الدولة مع خوض تلك المعارك لكن هؤلاء لا يتعاركون من باب التوافق مع هذه الرؤية. هم يتعاركون لحسابهم الخاص. مصالحهم المباشرة ولا شىء غيرها.
العجيب أن هؤلاء يجب أن يكونوا قوة ناعمة للدولة المصرية داخل تلك الدول. لوبى مؤثر لنا. لكن ما يحدث العكس.
والسؤال هنا للدولة: هل يتم مراقبة موقف هؤلاء عن كثب. هل يستحق هؤلاء أن يتقدموا صفوف قواتك؟
هؤلاء يصلون الصلوات فى الصف الأول. كما المنافقين فى دولة الرسول. فى الدولة المصرية يقفون فى المقدمة. حول الدوائر الأولى. يتحصلون على مكاسب تلو المكاسب. الحقيقة أنهم ليسوا أبناء شرعيين. هم أبناء سفاح!