الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التحصين والتمكين 1-2

الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب التحصين والتمكين 1-2






تحديدا فى عام 2014. الدولة المصرية شهدت استهدافا ممنهجا ومتنوع الأدوات لمختلف شرائح الشباب المصرى. الاستهداف كان القصد منه خلق حالة تثوير ضد فكرة الدولة. وليس النظام. اعتمدوا فى هذا على التأثير التراكمى لتلك الحالة. استعداداً لساعة الصفر. والدفع بها نحو الشارع فى الوقت المحدد.
استخدموا مفردات «الديمقراطية». الحرية. التمكين. التغيير. وذلك كله من أجل التدمير. كان الهدف ولا يزال هو إسقاط الدول. استغلال حالة الوهن لإعادة بناء دول جديدة هشة. أنظمة هشة. عبارة عن أدوات طيعة لإعادة ترتيب المنطقة. ترتيبا يتجاوز فكرة الأمن القومى والسيادة الوطنية.
الاستهداف حقق فاعليته، عملية التثوير المُخلق على الدولة لاقت استجابة شعبية لعدة أسباب:
■ غياب الأحزاب.
■ تمدد تيار الإسلام السياسى خاصة تنظيم الإخوان.
■ انجراف الإعلام انجرافاً ممنهجاً ودخوله فى حالة سجال يومية مع الدولة كما لو كانت مهمته ورسالته هى الانتصار على الدولة وتكريس صورتها منهزمة أمام المواطن.
■ تجاهل الدولة آنذاك لاعتماد خطة لمواجهة ما يسمى بالحشد الإلكترونى.
■ حالة التصابى السياسى التى أصابت النخبة العتيقة لتنحرف وراء تكتيكات سياسية لضمان استمرار قادتها على الشاشات.
فى الحقيقة كان لعجز الدولة وقتها عن إدراك مدلولات بعض الشواهد. كذا عدم قدرتها على فك رموزها. استشراف خطورتها. دور محورى فى شيوع هذه الحالة المبنية أساسا على العبث الممنهج لمعنى الدولة.
■ ■ ■
تحت شعار التغيير انطلقت عملية التدمير. عبر آليات مؤسسية استهدفت مصر وشبابها بشكل خاص. قطر أطلقت وقتها كيانها التخريبى المسمى «أكاديمية التغيير». مارست من خلاله جميع أساليب التجنيد. تحت غطاء التدريب تمت عمليات التمويل والتجنيد. استقطبت شبابا غاضبا. يائسا. ليس من الأوضاع القائمة آنذاك فحسب. بل الصدمة التى واجهته. انكشف الغطاء عن حقيقة أعضاء فى النخبة. طالما أوهموه بالشعارات الزائفة.
الأكاديمية القطرية كانت بمثابة مصيدة لعقول الشباب العربى. يلتحق فيها بإرادته. أما المغادرة فلا تكون متاحة أبداً. بعد أن تتم عملية التوريط الموثقة بالأفعال والتمويلات.
الأكاديمية خضعت لسيطرة كوادر التنظيم الدولى. الدوحة عاصمة الشر. تحالف حرام بين الدوحة والتنظيم. الهدف إحلال التنظيم محل الأنظمة الوطنية. كل ذلك عبر موجات ثورية. الشباب العربى وقود لها.
داخل أكاديمية قطر تم الإعداد والتجريب والتدريب على تفاصيل الفوضى. التفاصيل عشنا تفاصيلها لحظة بلحظة مع بدايات عام 2011. حشد. تثوير. تصعيد. شباب ثائر بلا هدف. حركة الدولة أصبحت مشلولة.
■ ■ ■
مطلع 2011 أمكن تحويل الغضب الافتراضى إلى واقع. الشباب الغاضب المشحون يملأ الشوارع. لم تكن أبداً حالة بناء للشباب. فقط استخدام الشباب كوسيلة. الشباب خرج وهو يعتقد أنه يدرك ما يريد. لكنه أبداً لم يدرك ما الذى يريد.
تلى ذلك أن انقضت مجموعات نخبوية تليفزيونية على الوعى العام لهذا الشباب. غلفوا مفاهيم إسقاط الدولة بمصطلحات وصياغات رصينة. يبدو أن أصحابها من ذوى العلم والخبرة. زادت حالة الانبهار بهذه النماذج. جيل شاب بأكمله جرى تضليله. أقنعوه فى لحظة أن دولة بحجم مصر وعمقها يمكن هدمها وإعادة بنائها بسهولة.
التجربة كانت مريرة. أثمرت انقضاضا إخوانيا على الدولة المصرية. عوامل هدم الدولة. احتلال ذهنية الشباب المغرر به. عمل مؤسسى مارسه التنظيم الإخوانى. استهدف الشباب الذى كان مستخدما من قبل بالاغتيال المعنوى. ليحل محله شباب التنظيم غير المنتمى لجيله. بقدر انصياعه لتعليمات تنظيمه.
■ ■ ■
ساعتها لم يجد هذا الشباب الحائر سبيلا إلا أحضان الدولة المصرية استقبلته بكامل مخزون غريزة الأمومة القومية. صلابة الدولة وصلت ذروتها صبيحة الأحد 30 يونيو 2013. ثورة الإنقاذ. إنقاذ مصر. إنقاذ شبابها. ثروتها الحقيقية. بداية حكاية جديدة بين دولة يونيو وشبابها. الشباب الذى نزل الميادين. يناديها بهتافات الحب والغزل والتوسل والاستغاثة. وربما الاعتذار.
غداً نكمل.