أبو المجد والمسرح الشعرى
مرت سنة كالريح على ذكرى وفاة الصديق العزيز الشاعر محمد أبوالمجد أحد أهم أبناء وزارة الثقافة بصفة عامة والهيئة العامة لقصور الثقافة بصفة خاصة، كان اللقاء الأخير مع صديقى وزميلى الحبيب فى مناسبة لتوزيع شهادات واحدة من الدورات المهمة والورش التدريبية التى كان يقوم بها المجلس الأعلى للثقافة مع التحرير لونج جوته ،وأتذكر أننى قد ركزت كلمتى على أن حضور أبو المجد للدورة أعطاها بهاء كبيرا، وأعطى درسا مهما لشباب الموظفين أن أحد أهم قيادات الوزارة ثقافيا وإداريا مازال يطلب العلم والتدريب والمعرفة، رغم الظروف الوظيفة التى كان يواجهها مع عدد من أبناء الهيئة من الاستبعاد لأشياء فى نفس يعقوب وبلا أسباب حقيقية إلا أوهام فى رؤوس من تزعجهم كل كفاءة تعمل بجد وإخلاص!
وفى هذا اليوم عرضت وقتها على الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن يستعين بمحمد وأن يتولى إحدى الإدارات المركزية بالمجلس، وكنت وقتها مسئولا عن الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بناء على رغبة وطلب الصديق حاتم ربيع، وبدأ الرجل يفكر جديا فى الأمر رغم أن الشياطين من البشر كانوا قد قالوا لربيع أننى أود أن أحضر أصدقائى من قصور الثقافة للمجلس الأعلى للثقافة لكى أسيطر عليه، لكن الرجل لم يهتم بتلك المقولة التافهة وبدأ فعلا يفكر لكن القدر لم يمهل أبوالمجد ليأخذ حقه الذى يستحقه.
ومقالى اليوم ليس عن شاعرنا محمد أبوالمجد فقطـ ولكن عن كل مسئول تولى إدارة ما بشرف وأمانة ولم يستفد من عمله بأى شكل من الأشكال، والحكاية أن أعمال الرجل الشعرية والنقدية والمسرحية لم تنشر كما ينبغى نظرا لأن الرجل كان يتحرج من الأمر، فأدى ذلك أن كثيرا من أعماله الأدبية لم تأخذ حظها حتى الآن، والسبب أن شاعرنا كان يتولى الإدارة العامة للنشر حين كان مديرا عاما وأمين عام النشر حين كان رئيسا للإدارة المركزية للشئون الثقافية، والأمر نفسه طبقه على أنا شخصيا حين توليت نائب ورئيس الهيئة، لذا وجب علينا أن نسعى لنطلب أعماله التى لم تنشر حتى الآن، وعلى حد علمى فالراحل ترك نصوصا مسرحية شعرية للكبار والصغار، وهذه النصوص يجب أن تخرج للنور لأننا لدينا عجز شديد وصارخ فى المسرح الشعرى لدرجة أن هذا الفرع الأدبى قارب على الانقراض، ولم يعد أحد من الشعراء تغريه المسرحية الشعرية، لدرجة أن هذا الفرع يتقدم له عدد قليل جدا لجائزة الدول التشجيعية، وتم حجبها للأسف لدورتين مما ينذر بغياب هذا الفرع المهم من المشهد المسرحى والشعرى فى المستقبل القريب.
والجميل أيضا أن شاعرنا قد كتب نصيين شعريين للأطفال وأدهشنى ذلك أيضا،لأن ما ينطبق على الكبار يصل لحد الندرة مع الأطفال وهذه تجربة ستكون لصالح المسرح الشعرى أكثر من صالح محمد نفسه رحمه الله، لذا أدعو الصديقين الدكتور محمود نسيم رئيس تحرير سلسلة الإبداع المسرحى بالهيئة العامة للكتاب والناقد خالد رسلان رئيس تحرير سلسلة نصوص مسرحية بالهيئة العامة لقصور الثقافة أن يطلبا النصوص لتنشر فى السلسلتين كما أطلب من الأصدقاء محمد بغدادى وعبده الزراع وأحمد زحام المسئولين عن سلسلتى سنابل بهيئة الكتاب وقطر الندى بقصور الثقافة أن ينشروا نصوص الطفل الشعرية، كما أرجو أن تأخذ الإدارة العامة للمسرح برئاسة المخرج عادل حسان والإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة الزميلة لميس صلاح الدين النصوص للبدء فى تنفيذها، هذا واجب ثقافى وأدبى قبل أن يكون واجبا إنسانيا للشاعر محمد أبوالمجد الذى أعطى مثالا محترما لعدم استغلال النفوذ أو الوظيفة كما يفعل الكثير من الناس إلا ما عصم ربى.
ويبقى أن نقدر أعمال أبو المجد من خلال التعامل معها نقديا،وعلى الثقافة العامة وفرع ثقافة الجيزة أن يقيما مؤتمر اليوم الواحد بمدينته الصف التابعة لمحافظة الجيزة،وأن تقوم إحدى فرق الجيزة المسرحية للكبار أو الصغار بتقدم مسرحية من نصوصه المسرحية على خشبة أى مسرح فى الجيزة أو خارجها.
الأمر الآن فى يد الصديقين العزيزين الدكتور أحد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب للتوجيه ببدء اتخاذ الإجراءات لتكريم الإبداع ولتكريم الفكرة التى يجب أن يكون عليها المسئول فى الاستغناء عن وظيفته فى دعم أى شىء له، وختاما أثق أننا لن ننتظر طويلا.