الخميس 17 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
برامج الطهو القاتلة

برامج الطهو القاتلة






الزيادة المطردة لبرامج الطهي والطبخ في البرامج تستلفت الانتباه . أعي أن الزيادة سببها هجر البرامج السياسية والاهتمام بالبرامج الترفيهية . لكن يبدو أن مفهوم الرسالة الإعلامية الإيجابية غائب بجدارة ولا يعرف الحضور .
هذه البرامج تحتك بالسياسة من حيث لا تحتسب . وتحتك بالاقتصاد أيضا من حيث لا تحتسب . وتحتك بالثقافة من حيث تحتسب . ولا يدري أصحابها والقائمون عليها بأنها من المفترض أن تكون ظلا للواقع الاجتماعي المصري.
يبدو لي أن أصحاب هذه البرامج يعتقدون أن الرسالة الإعلامية من ورائها الترفيه فقط . بنظرة واقعية على هذه البرامج نجدها تكرس ثقافة الاستهلاك . لا تراعى الواقع الاقتصادى القاسى الذي يعاني منه غالبية المصريين . لا تعين على ممارسة الاقتصاد المنزلي الذي تعيش عليه الأسر المصرية دون حسبان. بإمكان هذه البرامج نشر ثقافة الترشيد في المجتمع الذي يساعد الدولة على تقليل حجم الإنفاق العام.
العجيب أن هذه البرامج تفعل العكس تماما . أولا تساعد على زيادة الأعباء على مصاريف البيوت المصرية . ثانيا لا تهتم إلا بالأكلات المكلفة التي تمثل حالة إغراء مقيتة .ثالثا لا تستوعب فكرة تعضيد وجود أكلات مصرية حتى تقول أن المطبخ المصري رائد . رابعا لا تقدم الأكلات الشعبية محدودة التكاليف والمغذية. خامسا يحرص هؤلاء على التفشخر بتقديم أكلات أجنبية لا توافق المذاق المصري .
أحد البرامج قدم ذات مرة طبق سوشي وبسؤال زوجتي عن تكلفة هذا الطبق قالت أكثر من ١٥٠٠ جنيه . غريب أمرهم. لم أجدهم يقدمون وجبة من منتجات بركة غليون . أليست أسماكها وإنتاجها ألذ وأوفر . السوشى فى مواجهة البلطى والبورى المصرى . المصرى يكسب لو تعلمون. قد لا يعلم هؤلاء أن أكلات كل شعب هي قوة ناعمة كبيرة يغزو بها العالم . البيتزا الإيطالي يأكلها سكان الكرة الأرضية . دجاج كنتاكي الأمريكي يعرفه العالم بأسره. الفول والكشري المصري الذي لا تتناوله هذه البرامج كونه لديهم وجبة دون المستوى يعرفها العالم كله .
لا تجد هذه البرامج تقدم دعما للمنتجات المصرية وتعضيد استخدامها في التناول .
يخطئ هؤلاء إذا تصوروا أن ما أقوله لا علاقة له بمكونات الدولة المصرية اللهم إذا اعتقدوا في أنفسهم أنهم يقدمون برامج تافهة .. مثلهم!