
رشدي أباظة
السودان وديعة الدبلوماسية الرشيدة (2-2)
تعيد دبلوماسية الرئيس مشكلات الأمن القومى إلى الرقم صفر. صفر مشاكل. يبدأ من جديد. كما بدأ بناء البنية التحتية لمصر العظمى من جديد. أهمل الجانبان مصر والسودان بعضهما البعض سنوات طوال. شقيقان فارقا بعضهما ردحًا من الزمن جراء خلافات لا ترقى للخصومة وخسارة كلاهما للآخر. لا أقول إن طرفًا جار على الآخر. أو ظلم الآخر. بل كلاهما فقد الآخر. الرئيس السيسى يحب السودان. والسودان يحب مصر. المصريون يرون أن العراك الشخصى أفقدهم الأخوة فى السودان.
كان الملف ملبدًا بتراكم الأزمات. بعضها فوق بعض.
برهن الجانبان عن أن لا غنى لكلاهما عن الآخر. بدأت الجسور تعود. بالرحمة والمودة والمصالح المشتركة. وئام لم يسبق بينهما من قبل.
اتفاقيات ومصالح كبرى تعمل على وأد الأزمات فى صالح الأشقاء. السودان يتألق مع الدولة المصرية. ومصر تتألق مع الشقيقة السودان. تخطى الرئيس السيسى كل العقبات الكئود. راهن على الدم والنهر. استقبل الرئيس البشير رسالته بعمق. لا بد من التوحد. أن يسبحا معا. لقد كان امتداد الأمن القومى للبلدين والإحساس بأهميته والعمل على تنميته وتحقيق مكاسب هو أهم إنجازات الدبلوماسية المصرية والسودانية.
ينتظر الجانبان حصاد التوافق فى السنوات المقبلة.
كلما نظرت إلى الملف السودانى كيف كان متوترًا وكيف نجحت دبلوماسية السيسى فى عودة الروح له كلما أدركت كيف نجحت مصر فى العودة إلى نظرية صفر مشاكل.