الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمرات الشباب

مؤتمرات الشباب






لفترات طويلة تعالت أصوات عقب ثورة 30 يونيو تطالب بإنشاء وتأسيس إطار يجمع الشباب ينظم جهودهم ويحثهم على العمل العام وينمى قدراتهم الذاتية بعيدا عن العمل السياسى والحزبى ويسعى إلى ترجمة أفكارهم لواقع عملى ميدانى.
تكرار مؤتمرات الشباب أتاح فرصة رائعة لتعميق الفكرة وتوسيع نطاقها من ناحية تغير أماكن الانعقاد والتجول فى المحافظات إلى ضم نوعيات جديدة من الشباب وتعدد موضوعات الحوار وتنوعها، وتنفيذ دقيق لعملية الحوار والجدل وإثارة ومناقشة قضايا خلاف تاريخية بين الشباب والدولة، وهى كلها عمليات تتم بمهارة شديدة تتيح لها تحقيق أهدافها.
الحاصل أن لقاءات ومؤتمرات الشباب تطورت إلى أكاديمية للتدريب والتأهيل، وإلى منتدى دولى يمثل بدرجة أو أخرى تجمعات شبابية دولية كانت لها أهمية كبيرة وعميقة فى العلاقات بين شباب العالم، ولعبت دورا مهما لصالح الدول التى كانت تنظم هذه الفعاليات.
أتذكر تواجدى نائبا لرئيس الوفد المصرى المشارك فى مهرجان الشباب العالمى العام 1985 فى موسكو وشارك فيه قرابة 20 ألف شاب من مختلف أنحاء العالم، وكان ظاهرة عالمية مدوية ينعقد كل أربع سنوات فى دولة ما، ومازال ينعقد حتى الآن فى روسيا وإن كان فى إطار منتدى وليس مهرجانا.
الفعاليات الشبابية ذات تأثير مهم جدا وخطير، وهى قادرة على صياغة الحالة الشبابية لدولة فى اتجاه إيجابى ودافع للاستفادة من الطاقات الشبابية، كما أنها كفيلة بإجهاض كل الجهود المبذولة لوحادت عن طريقها وأهدافها.
فى منظمة الشباب إبان حكم الزعيم ناصر انخرط الشباب فى عمل جماعى تثقيفى وسياسى ووطنى، ولعبت المنظمة دورا عميقا فى توظيف جهود الشباب المصرى والاستفادة منهم، وكان من صفوفهم أغلب القيادات السياسية التى تصدرت المشهد ومازالت حتى الآن .
المؤتمرات الشبابية التى نادى بها الكثير لم تستهدف أبدا تكرار تجربة منظمة الشباب، وإنما استهدفت إطارا لحث الشباب على المشاركة فى العمل العام وترسيخ روح الجماعية والانتماء والعطاء والعمل التطوعى وخلافه من الأفكار والقيم المهمة اللازمة لتأسيس مجتمع نشط وحى.
وجاءت فكرة الأكاديمية إطارا ثانيا للتأهيل والتدريب على إدارة الدول وتحضير وتجهيز الكوادر الكفيلة بتولى مناصب قيادية فى الدولة تتيح لها القيادة فى مرحلة متقدمة فى إطار قواعد ونُظم مستقرة وسياسات عريضة ومبادئ ثابتة تحقق مستهدفات الدولة .
ويظل العمل السياسى مكانه فى الأحزاب حيث بناء الكوادر السياسية والحزبية القادرة على التصدى للمشهد السياسى وقيادة عملية الحوار والجدل بين الأطراف المختلفة وترسيخ مفاهيم التعددية والثنائية وترجمة النصوص الدستورية إلى واقع لتأسيس وطن حى وحيوى قادر على التعبير عن كل الآراء السائدة بينه، فالاختلاف فى الرأى أساس الدول القوية المتطورة.
اعتقادى أن عملية استكمال البناء لإطارات العمل الشبابى ستظل تحتاج للمزيد من الجهد لحين استكمال كل جوانبها من خلال عملية تفعيل وتعزيز وتنشيط الحياة السياسية والحزبية إلى جانب المنتديات والمؤتمرات الشبابية وأكاديمية التأهيل والتدريب، فتكتمل بذلك واحدة من أهم خطط وعمليات تنمية وترسيخ دور الشباب فى بناء المجتمع التى شهدتها مصر منذ سنوات طويلة، أخشى أن أقول إنها ستكون غير مسبوقة فى تاريخنا لا الحديث ولا المعاصر .