الجمعة 9 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«عيال جعانة»

«عيال جعانة»






 


500 ألف طفل يذهبون إلى المدرسة صباحا  دون إفطار، وعند العودة لا يجدون ما يشبع بطونهم الخاوية، الإحصائية عن أطفال مدارس لندن!
البحث قام بإعداده مركز البحوث السياسية والاجتماعية فى جامعة لوبورو البريطانية.
لندن المصنفة ضمن أفضل 8 اقتصادات عالمية، أطفالها يعانون من الجوع .
طفل يبحث عن أكل فى صندوق قمامة، باتت صورة مألوفة فى عاصمة الضباب.
معظم طلاب المدارس يعانون من نقص التغذية، «عيال جعانة» والسبب سياسة التقشف التى تتبناها الحكومة البريطانية منذ عام 2013 وهو العام الذى قلصت فيه بريطانيا إعانات تربية الأطفال لتوفير ما يزيد على مليار جنيه استرلينى.
وقتها قال وزير الخزانة البريطانى جورج أوزبورن: القرار ضرورى وعادل فى إطار الوضع المالى للبلاد،» من الصعب جدا تحصيل الضرائب لدفع إعانات الأطفال.
الأمم المتحدة  تقول: إن بريطانيا التى تعد ثامن أقوى اقتصاد فى العالم، يوجد بها ثمانية ملايين شخص يعانون الجوع وأن ٨٧٠ ألف طفل ينامون دون عشاء بسبب فقر عائلاتهم.
فى مصر، فى نفس التوقيت تقريبا، كشفت الساعة السكانية الإلكترونية بالجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالى عدد سكان مصر بجميع المحافظات بلغ 97 مليونا و774 ألفا و967 نسمة، مقابل97 مليونا و544 ألفا و935 نسمة فى سبتمبر الماضي، بزيادة بلغت 230.041 ألف نسمة.
230 ألف نسمة فى أقل من شهر، وزارة الصحة تقول: إن مصر تشهد إنجاب طفل كل 5 ثوان.
سنويا نزيد تقريبا نحو 2.5 مليون طفل ويحتاجون بعد سنوات قليلة، 2.5 مليون مكان فى مدرسة، و2.5 مليون وجبة إفطار ومثلها فى الغداء والعشاء.
«كل طفل بيجى برزقه» أغرب ما يمكن أن تسمعه تبريرا لمعدلات الإنجاب الكبيرة، «كل طفل بيجى برزقه» هذه نتج عنها الأسبوع الماضى، شقيق يقتل شقيقه  أمام والدته  فى أبوالنمرس من أجل 50 جنيها.
جريمة بشعة بالتأكيد، لكن الأبشع والأكثر إثارة، ما قالته الأم، هذا هو القتيل الرابع من أبنائها.
الأم أنجبت 14 ابنا، كلهم يعملون «حواة» جمع حاوى، بيلقطوا أكل عيشهم فى الشوارع والموالد والأفراح، وبيقتلوا بعض علشان جنيهات معدودة !
الخناقة التى قتل فيها الشقيق الأصغر أخاه الأكبر، كانت بسبب الحساب، اشتغلوا مع بعض، الكبير أعطى الصغير مبلغا أقل من المتفق عليه، سحب السكينة وقطعه بأربع طعنات.
بالتأكيد التربية وسط 14 أخا صعبة، وبالتأكيد أيضا الحكومة عليها مسئولية كبيرة جدا بالنسبة لـ 14 أخا .
الحكومة بتساهم فى زيادة النسل، بتشجع على الإنجاب، بتحاربه علنا وتزكيه وتدلله مساء.
الحكومة لا تتصدى لسيل الفتاوى السلفية مثلا والتى تحض على كثرة الأطفال، وتحرم أى محاولة لتنظيم النسل، والاكتفاء بطفلين.
الحكومة لا تنوى حاليا ولا مستقبلا، تقليص المخصصات التموينية وقصرها لطفلين.
الحكومة لا تنوى ولا تخطط لتشريع يقصر التعليم المجانى على طفلين فقط.. الحكومة تكتفى  بحسب ما قاله مسئولون ووزراء بالحكومة  فى أكثر من مناسبة، باستحداث وسائل آمنة جديدة لتنظيم الأسرة، من بينها عدد جديد من الأدوية التى يتم توفير كميات منها وصرفها وتوزيعها بالمحافظات المختلفة.
إضافة إلى تحسين الخدمات المقدمة فى الوحدات الصحية ومراكز تنظيم الأسرة، وفتح عيادات لتنظيم الأسرة بعدد من المستشفيات الجامعية.
الحكومة ومعها مجلس النواب، فشلا بامتياز فى مواجهة الظاهرة، ويكفى هنا أن أشير إلى الحوار المجتمعى الذى أطلقه مجلس النواب فى سبتمبر 2017  ، لوضع حلّ جذرى للزيادة السكانية غير المسبوقة، والبحث عن حلول واقعية لمنع الأسر من كثرة الإنجاب - كلمة الحل الجذرى من عند الحكومة والنواب وليست لى علاقة بها .
ورغم أن الحوار شاركت فيه أطياف عدة، أبرزها ممثلون عن الحكومة والأزهر والكنيسة والمجتمع المدنى والمنظمات المعنية بالمرأة، لكن الاجتماع لم يخرج بنتائج ملموسة أو حلول واقعية يمكن من خلالها البدء فى التصدى لظاهرة كثرة الإنجاب، ما يوحى بأن مختلف الجهات أصبحت عاجزة عن مواجهة الأزمة.
بصراحة، لا يعنينى كثيرا فشل الحكومة ومجلس النواب فى التصدى للظاهرة، ولكن أسأل نفسى، لماذا أدفع ضرائب كبيرة لدعم ناس لا تعمل إلا إنجاب الأطفال للحصول على المزيد من المزايا ؟!
ويرن فى أذنى طوال الوقت كلمة وزير الخزانة البريطانى جورج أوزبورن، القرار ضرورى وعادل فى إطار الوضع المالى للبلاد،»من الصعب جدا تحصيل الضرائب لدفع إعانات الأطفال».