الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
دبلوماسية الوجود المشترك بين «القاهرة والرياض» (١-٣)

دبلوماسية الوجود المشترك بين «القاهرة والرياض» (١-٣)






بوصلتى منضبطة. لا أنتظر الإشارة إلى طريق الصواب. هل أنا مغرور إذا قلت أننى أصيب بالسليقة؟
أنا مجبول على حب هذه الدولة والذود عنها. الدفاع عن مصالحها والغوص فى مواطن قوتها.

كنّا نتناقش أنا والسيد رئيس التحرير بضرورة الكتابة فى الذود عن المملكة العربية السعودية ضد الهجمة التى تطالها الآن. قال لى إن ذلك واجب الوقت. واجب الأزمة التى تراد بالرياض والقاهرة. قلت إن الأزمات تزيدهما صلابة وقوة.

مصر تُمارس السياسة من منظور أخلاقى. وإذا كانت السياسة هى لغة المصالح فإن مصر تحمى مصالحها باعتبارها جزءا من المفهوم الشامل للأمن القومى العربى.
هكذا ترى مصر المملكة العربية السعودية وترى السعودية مصر. كلاهما جناح طائرة كبيرة تقود الأمتين العربية والإسلامية.

إذا كان هناك من يستغل الأزمات التى تحاك بهما لامتلاك كروت جديدة للضغط على المملكة وابتزازها. فإن مصر تعتبر تلك الأزمات وقفة للدولة السعودية مع نفسها من أجل التصحيح الداخلى بفعل القانون وقوة المؤسسات السعودية.

مصر لا تقبل ولا يمكن أن تقبل الادعاء بإمكانية استغلال الأزمة بشكل إنسانى من أجل تحقيق مزايدة غير أخلاقية على المملكة.
مصر لا تلعب فى مساحة الصيد فى المياه السياسية التى يتم تعكيرها إقليميا بشكل متعمد من أجل تغييب الحقائق. ومن أجل الاستغلال السياسى للمشاعر ومنح تنظيم القتل الإخوانى فرصة للانتقام من المملكة.

التزام مصر بالبيانات والإجراءات التى أعلنتها المملكة هو التزام باحترام سيادة المملكة وهو نهج مصرى ثابت فى سياستها الخارجية.
قدرة مصر على التزام المنهج المؤسسى الدبلوماسى تعبر عن صلابة دولة ٣٠ يونيو.

المصير المشترك لمصر والسعودية جعل الاستهداف مشتركا. من يرغب فى العبث فى الأمن القومى العربى يدرك تماما أن مفاتيح هذا الأمن موجودة فى القاهرة والرياض.
لقد فرض الواقع الإقليمى علاقة تكاملية بين الرياض والقاهرة والتى بدورها فرضت مسئوليات قومية أدت إلى أدوار موزعة بين مصر والمملكة.

السيناريو المتكرر فى محاولات استمالة المملكة ضد مصر أو العكس مارسها من يدرك أن العلاقة بينهما علاقة وجودية. جميع تلك المحاولات فشلت. تحطمت على جدار الأمن القومى. لقد كان كلا الطرفين يدرك قيمته لدى الآخر!

تخيل أن هناك من يعتقد فى إمكانية استخدام أحد طرفى العلاقة ضد الآخر. لكنه لم يدرك استحالة هذا الفرض إقليميا. لأنه لو حدث فإن ذلك يعنى أن أحد الأطراف - مصر والمملكة - قد قبل باستخدام نفسه ضد نفسه.

أو قبل باستخدام نفسه ضد وجوده!
نكمل غدا