الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
3 قمم مصرية – ألمانية فى 4 أيام

3 قمم مصرية – ألمانية فى 4 أيام






فى مؤشر قوى لعودة الدور المؤثر للقاهرة كلاعب أساسى وفاعل إقليميا ودوليا، واصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، نشاطه فى ثاني أيام زيارته لألمانيا، التى تستمر 4 أيام يعقد فيها 3 قمم مهمة إضافة للقاءات أخرى مع شركات ألمانية وقيادات إفريقية وألمانية فى مختلف المجالات، مع إلقاء كلمة فى مجموعة العشرين حول الشراكة مع إفريقيا والتى يحضرها الرئيس للمرة الثانية.

 

 احتفاء استثنائى

الرئيس بدأ مباحثاته أمس بلقاء الرئيس الألمانى فرانك فلاتر شتاينماير، بمقر الرئاسة الألمانية، وكان واضحا، أن الاستقبال الاستثنائى للرئيس السيسى فور وصوله إلى برلين لم يكن مجرد احتفاء بقدر ما هو تقدير كبير لمصر التى استطاعت بعد 30 يونيو العودة بقوة لتكون رقما صعبا فى المعادلة الإقليمية والدولية، فالاستقبال الكبير الذى تم تنظيمه للرئيس السيسى سواء فى قصر الرئاسة أو مقر البرلمان، يؤكد أن حفاوة الاستقبال فى الثلاث مرات – الوصول وزيارتى قصر الرئاسة والبرلمان - يؤكد أن الأمر تم ترتيبه جيدا من الجانب الألمانى، لعلمهم بأهمية الزيارة والضيف .
اللقاء مع الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتاينماير، استبقه الرئيس السيسى بتسجيل كلمة فى سجل الشرف، وكتب الرئيس، «تقديرى واحترامى للشعب الألمانى العظيم، حيث تضمنت الكلمة البروتوكولية باللغة الألمانية «زيارة سعادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية لألمانيا يوم 29 أكتوبر 2018.
ووجه الرئيس السيسى الدعوة لنظيره الألمانى لزيارة مصر، وهو ما رحب به الأخير، مشيرا إلى ما يكنه من تقدير واحترام لمصر وقيادتها.
الرئيس السيسى حرص خلال اللقاء على استعراض تطورات الأوضاع فى مصر، على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار، والخطوات الجارى تنفيذها لدفع التنمية والنجاحات التى تحققت اتصالا ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى حرص مصر على تكثيف التعاون مع ألمانيا خاصة على الصعيد الاقتصادى والتجارى والاستثمارى، بما يسهم فى زيادة الاستثمارات الألمانية فى مصر من خلال استغلال الفرص الاستثمارية الواعدة التى تتيحها المشروعات الكبرى الجارى تنفيذها.

 القضاء على الهجرة غير الشرعية

وشهد اللقاء كذلك التطرق إلى الجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتى استطاعت القاهرة أن تقضى عليها منذ العام 2016، بالتوازى مع جهودها فى دفع عملية التنمية.
وأشار الرئيس إلى أن مصر تبذل جهدا كبيرا فى هذين المجالين انطلاقًا من مسئولياتها تجاه مواطنيها، وكذلك تجاه استقرار المنطقة والعالم، وموضحًا أثر هاتين الظاهرتين على أمن منطقة المتوسط وأوروبا.
كما شهد اللقاء استعراض عدد من الملفات الإقليمية، حيث تناول الرئيسان آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية فضلاً عن الأزمة الليبية والسورية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف تلك الأزمات وفقًا لثوابت السياسة المصرية فى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

 البرلمان يفتح أبوابه للرئيس  

كما توجه الرئيس إلى مقر البرلمان الألمانى «البوندستاج»، و«البوندستاج» هو الغرفة الأعلى للتشريع، ويوازى فى مصر مجلس النواب، ويعد جهة التشريع والرقابة على عمل الحكومة.
للقاء فوفجانج شويبله رئيس البرلمان، الذى حرص على لقاء الرئيس وإجراء مراسم رسمية بالبرلمان رغم أن البرلمان فى إجازة رسمية خلال هذه الفترة .
ويصدر النواب فى «البوندستاج» القرارات الخاصة بالميزانية الاتحادية ومهام جيش الدفاع الألمانى فى خارج البلاد. ويقع البرلمان الألمانى «البوندستاج» وسط العاصمة برلين بالقرب من بوابة براندنبورج الشهيرة، ويتقلد رئيس البرلمان الألمانى «البوندستاج» ثانى أعلى منصب فى الدولة بعد الرئيس الاتحادى.
وخلال اللقاء أعرب  الرئيس  السيسى عن تقديره لمواقف «شويبله» الداعمة للتعايش بين الأديان، ولا سيما مبادرته للحوار بين الأديان التى أطلقها فى عام 2006.
من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الألمانى عن دعمه لجهود الرئيس السيسى فى هذا الصدد ومبادرته مطلع عام 2015، لتصحيح المفاهيم الدينية، مؤكدًا أهمية وقوف المجتمع الدولى صفاً واحداً للقضاء على الفكر المتطرف والإرهاب.

 قمة منفردة  

وكان لافتا أيضا حرص المستشارة الألمانية ميركل على لقاء منفرد مع الرئيس السيسى فى قمة ثالثة مهمة تجرى اليوم الثلاثاء، للتباحث حول مختلف القضايا، رغم وجود 20 من قادة إفريقيا فى برلين لم تسع المستشارة الألمانية إلى لقاء أى منهم بشكل منفرد، وهو ما يعطى مؤشرا آخر على حرص القيادة الألمانية على الاستماع لوجهة النظر المصرية فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وتركز القمة على بحث سبل تعزيز التعاون فى مختلف المجالات، بين الجانبين ويعقبها عقد مؤتمر صحفي لاستعراض نتائج المباحثات أمام وسائل الإعلام المصرية والألمانية.
الزيارة المهمة أظهرت أن الجانبين المصرى والألمانى بينهما اهتمام بالغ وواضح، واهتمامات للمستقبل، وقضايا أمنية تتعلق بالحفاظ على الأمن المصرى والألمانى والأوروبي، وبينهما علاقة اقتصادية قابلة للتوسع، ويوجد تنوع فى الملفات المصرية الألمانية المشتركة.
وبدا واضحا من الزيارة والقمم الثلاث أن اللقاءات مع عدد من الوزراء وكبار المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال الألمان، الهدف منه توسيع التعاون الاقتصادى وزيادة الاستثمارات والسياحة الألمانية فى مصر، إلى جانب زيادة حجم التبادل التجارى، والتنسيق وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية وأهمها الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وفيما يخص الإرهاب تحديدا، أبدى الجانب الألمانى ترحيبا واسعا بالرؤية المصرية فى مكافحة هذه الظاهرة تلك الرؤية التى تقوم على مواجهة الإرهاب بشكل شامل من خلال الأفكار وتجفيف منابع التمويل ومساندة بعض الدول للإرهابيين، وليس بالمواجهة الأمنية فقط.

 الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب  

وفى هذا السياق جاء استقبال الرئيس السيسى مساء الأحد بمقر إقامته بالعاصمة الألمانية برلين السفير ولفجانج إيشنجر رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية، والذى يعد أحد أهم المحافل العالمية السنوية التى يلتقى خلال فعالياتها العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف دول العالم فى المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية.
الرئيس السيسى أعرب عن تقديره لمؤتمر ميونخ كمنبر عالمى لدراسة السياسات الاستراتيجية، مشيراً إلى حرص مصر على المشاركة فى أعماله على نحو مستمر، فى ضوء دوره المهم فى تبادل الأفكار والآراء بين النخب السياسية والأمنية والعسكرية على مستوى العالم بشأن التعامل مع التحديات التى يواجهها المجتمع الدولى.
وأكد حرصه على مشاركة مصر فى فاعليات مؤتمر ميونخ، وطرح رؤيتها بشأن سبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، خاصة فى ظل سعى مصر الدائم والمستمر لاستعادة الاستقرار بالمنطقة وفق إطار المحددات الثابتة لسياستها فى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية وترسيخ تماسك مؤسساتها واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية.
الرئيس شدد على أهمية عملية بناء الوعى لدى شعوب المنطقة لإدراك واقعها الفعلى ومن ثم البدء فى الإصلاح وصياغة الحلول التى تتأسس على تشخيص سليم على نحو ينهى معاناة تلك الشعوب ويطلق مرحلة حقيقية من التنمية فى المنطقة.
وبدوره، أكد رئيس مؤتمر ميونخ حرصه على الالتقاء بالرئيس السيسى لتوجيه الدعوة له للمشاركة فى أعمال الدورة القادمة لمؤتمر ميونخ للأمن، خاصة فى ظل دور مصر المهم والمحورى فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، وهو ما يعزز من أهمية تكثيف التنسيق والتشاور معها إزاء القضايا الإقليمية المختلفة على نحو يثرى من حوارات وفعاليات المؤتمر.