الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السعادة بالفلوس يا باشمهندس

السعادة بالفلوس يا باشمهندس






سأدخل فى الموضوع مباشرة ومن دون مقدمات، المهندس سميح ساويرس رجل الأعمال ذائع الصيت قال ناصحا طلاب من جامعة عين شمس قبل أيام: إن «السعادة مش بالفلوس أو المادة» وهى النصيحة التى جاءت بناء على تجربة عميقة بالحياة.
والحقيقة المهندس سميح صادق جدا فى نصيحته للشباب فقد قال لهم وبكل صراحة إنه حقق كل أهدافه وأحلامه من سنتين وآخرها السفر حول العالم بمركب خاص مع عائلته وأكد حسب ما نشره موقع إخبارى مهم وموثوق أنه دخل بعد ذلك فى مرحلة اكتئاب بعد ما حقق كل حاجة فى حياته.
طبعا المهندس سميح يقصد كل كلمة قالها لأنه حقيقى السعادة مش بالفلوس فهولم يحقق كل أهدافه وأحلامه بالفلوس، وهو لم يسافر حول العالم بمركب خاص مع عائلته بالفلوس، وأنه لم يحقق كل حاجة حلم بها فى حياته بالفلوس وآخرها أنه كان يفكر فى السفر للفضاء لكن لم يمنعه الفلوس وإنما منعه السن، يعنى فعلا الفلوس ما بتجيبش سعادة والمادة لا أهمية لها.
مش عارف دائما ما ينصحنا البعض بالابتعاد عن الفلوس لأنها لا تحقق السعادة ولا الأحلام، وأن الفلوس أو المادة بتصيب الإنسان بالبلاء، ودايما كده تقول لغيرك احمد ربنا على اللى أنت فيه كان ممكن تبقى معاك الفلوس وتعانى الأمرين.
فى منتصف السبعينيات تقريبا كتب فضيلة شيخ الأزهر الأسبق د.عبدالحليم محمود مقالا فى أسبوعية «روزاليوسف» قال فيه «على الفقراء أن يصبروا فلهم الجنة» ورد عليه د.حسن حنفى بمقال فى الأسبوع التالى تحت عنوان «الخطايا العشر «متسائلا» ولماذا يصبر الفقراء دون غيرهم؟ وهل كتبت الجنة لهم فقط ولن يدخلها الأغنياء؟»
الواقع أن حديث الباشمهندس ساويرس أعادنى أربعين عاما للوراء، واستدعى الحوار الجميل بين فضيلة شيخ الأزهر الراحل وأستاذنا العالم د.حسن حنفى، وهو ما جعلنى أيضا أن أسأل نفسى لماذا كُتب علينا أن نصبر؟ ولماذا نصبر نحن؟ وإلى متى سنصبر؟ ولماذا لا يصبرون هم؟ ولماذا لا تحقق لنا الفلوس السعادة بينما تحققه لهم؟
أنا من أنصار «الفلوس مش كل حاجة يا باشا» لكنى أفهم أيضا أنه بالفلوس تحقق ما تحلم به، ليس مطلوبا أبدا أن تتحول إلى عبد للفلوس، ولا أن تجعلها جوهر حياتك فتذل نفسك وتُذل للآخرين وتُهان من أجل المادة، لكن حتى تنجح يجب أن تعى أنك تعمل من أجل الفلوس ومن دونها لن تحقق ما تريد، فبدون الفلوس لا تعليم للأبناء ولا علم ولا ثقافة ولا علاج ولا ملابس ولا طعام ولا ولا ولا.. إلى آخر ما تريد ذكره من أمور لا تحدث إلا بالفلوس.
عندى اقتراح أتقدم به للباشمهندس ساويرس  قريب مما قلناه وقتها لفضيلة شيخ الأزهر الأسبق الراحل «يا مولانا لتنصح الأغنياء بالصبر لدخول جنة السماء وليتركوا للفقراء جنة الأرض «وأقول للباشمهندس سميح « يا هندسة سيب لنا الفلوس وخد أنت السعادة واحنا حنشيل عنك الكآبة كمان».