
رشدي أباظة
بين منتدى شباب العالم ودافوس (4-3)
لا أميل إلى قول القائلين إن عملية دير الأنبا صمويل الإرهابية بالمنيا تستهدف ضرب ذيوع منتدى شباب العالم. الضربة تستهدف مصر بالدرجة الأولى. المنتدى يسير فى طريق العالمية لا تؤثر فيه مثل هذه العمليات الإجرامية. كما أنها لا تؤثر فى مصر منذ عرفت مصر طريق الإرهاب على يد الجماعات الدينية.
ولقد أحسن الرئيس السيسى وإدارته صنعًا عندما أصر على حضور الحفل التمهيدى للمنتدى أمس الأول عقب وقوع الحادث الأليم.
ذلك أن حضور الرئيس المنتدى يعطى رسائل ذات دلالة أكبر من الانسحاب لمجرد تطييب الخواطر!
الدلالة الأولى هى أن الدولة بقضها وقضيضها لا يمكن أن يهز رأسها حادث إرهابى يستهدف بالأساس تقديم صورة مرتبكة عن الدولة أمام العالم.
الدلالة الثانية وهى ثبات رأس الدولة ومواصلة افتتاح المنتدى الذى صار أيقونة شبابية عالمية لا يجب أن يخضع لأى رد فعل سلبى.
الدلالة الثالثة وهى أن عدم حضور الرئيس المنتدى تضامنًا مع الحادث يعطى خبرًا إعلاميًا كبيرًا فى الصحافة الإقليمية والدولية ما يعنى أن الحادث على صغره مقارنة بأحداث إرهابية جسام سيحصل على زخم يصب فى صالح من أرسل رسالة بأن مصر غير آمنة إذا ما قرر الرئيس عدم الحضور.
الدلالة الرابعة إن حرب الدولة مع الإرهاب مستمرة وطويلة لأنها حرب وجود ينتصر فيها الإرهاب مرة وتنتصر الدولة مرات ومرات!
لذا لن تفقد مصر إحساسها بالحياة والعمل والبناء من أجل غدر غادر وخيانة خائن وإجرام مجرم.
الرد على الحادث الإجرامى فى المنيا - الإرهاب- يتم عن طريقين لا ثالث لهما:
الأول: البناء.
والثانى: العمل على مكافحة الإرهاب فكريًا وأمنيًا.
منتدى شباب العالم يصب فى الطريق الأول. يصب فى طريق فكرة عالمية مصرية الصناعة.
تحصد مصر من ورائها قوة ناعمة هائلة تضيف إلى قوتها التى نشتكى من بدء نضوبها.
لقد كان قرار الاستمرار فى افتتاح الحفل الدولى البارز للدولة المصرية هو عين الرد على كيد الكائدين.
أما الجزاء الوفاق للمجرمين الفارين فى الحادث فآت لا محالة والأيام دول.. يوم نساء ويوم نسر!