الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حصار الإرهابيين

حصار الإرهابيين






الإنجاز السريع الذى تحقق بالقضاء على مجموعة إرهابية ذات صلة بالاعتداء الغادر على الأقباط فى المنيا بعد 48 ساعة من ارتكابهم الفعل الإرهابى القذر يؤكد أن الأمن المصرى صار على قدرة عالية فى التعامل مع جماعات الإرهاب وتحديد مرتكبى الجريمة وضبطهم.
حين كتبت عن نجاحات أمنية فى وقت سابق حددت مظاهر هذه النجاحات فى الإجهاض المسبق لعمليات الإرهاب، وضبط العناصر الإرهابية فى أماكن اجتماعاتها أو معسكرات تدريباتها، وهو ما يؤشر على امتلاك قاعدة بيانات ومعلومات وفيرة كفيلة بتحويل مجموعات الإرهاب من أشباح إلى عناصر ظاهرة وواضحة للأمن بما يمكنه من القدرة على التعامل معها.
المسألة ليست دومًا فى جانب إجهاض العمليات، ففكرة القضاء على الإرهاب نهائيًا مسألة تكاد تكون مستحيلة إلا عبر سنوات طويلة من المواجهات والسياسات المتنوعة، ونجاحك فى مواجهة الإرهاب لا يعنى انتهاء وقوع العمليات الإرهابية، فالفكرة الإرهابية قادرة على التوالد والتكاثر لأسباب عديدة تحتاج إلى إجراءات وتدابير متنوعة من ثقافية إلى اجتماعية إلى اقتصادية.
وإذا كانت النجاحات الأمنية بدت واضحة فى الضربات والعمليات الإجهاضية المبكرة والتى شلت قدرات الإرهابيين بوضوح، فإن النجاح فى سرعة تحديد المتهمين المشتركين فى عمليات تم تنفيذها بالفعل بمثل هذه السرعة يؤشر على نجاح من نوع ثان ومستوى مختلف من القدرة على الرصد والمتابعة والتنفيذ لضبط المتهمين.
لا أستبعد أبدًا تنفيذ عمليات إرهابية أخرى فى المستقبل القريب أو البعيد، لكن علينا التنبه جيدًا للفارق فى عدد العمليات والمدد الزمنية ما بين كل عملية والأخرى ومساحة انتشار أماكن ومواقع العمليات ونوعية العمليات والمستهدف من ورائها، وهى كلها مظاهر يمكن من خلالها أن تحدد إلى أى مدى تراجع الإرهاب وتقلصت عملياتهم.
المؤكد أن نجاح الأمن سواء فى الإجهاض المسبق أو الضبط السريع للإرهابيين بعد عملياتهم يثير إرباكًا شديدًا فى صفوف هذه الجماعات ويقلل من فاعلياتهم ويحد من قدراتهم على إيقاع الضرر بالبشر والاقتصاد الوطنى، ويوضح بجلاء مدى قدرة الدولة على الإمساك بزمام الأمور وهى محطة مهمة فى عمليات مكافحة الإرهاب.
اللافت أن برامج عمليات مكافحة الإرهاب تتم بهدوء شديد ومن دون ضجة، وتؤكد الأيام مدى تقدم الأمن المصرى فى السيطرة على الموقف والتعامل بحذر ودقة شديدين مع الإرهابيين لتجنب السقوط فى أخطاء تؤدى للإضرار بمدنيين أبرياء لا صلة لهم بجرائم الإرهاب.
المؤسف أن ترى البعض يردد كلمات وترويجات لقتلى يسقطون يوميًا معتبرًا أن بمصر دماء تهدر، والحقيقة إنها دماء «نجسة» لا قيمة لها، وأن سقوط القتلى من الإرهابيين يوميًا دليل على نجاح الدولة المصرية فى حماية الشعب والوطن من الإرهابيين ومخططاتهم الدموية.
ما جرى أمس من إعلان عن ضبط المتهمين بحادث المنيا وسقوطهم قتلى فى اشتباك مع الأمن رسالة إلى كل إرهابى أن الدولة المصرية لا تصمت على حقوق أبنائها ودمائهم الذكية، وأن القتل مصير كل من يفكر فى الاعتداء على مصرى، فمصر لن تعرف عبر تاريخها تمييزًا ولا تفرقة بين أبناء الديانات المختلفة على أساس الدين.
تحية للأمن المصرى وقواتنا المسلحة.