الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كيرياليسون

كيرياليسون






لا يعجبنى كثيرا، الأخبار من نوعية نعزى الأخوة الأقباط، فى شهداء الكنيسة، ولا يعجبنى أكثر التناول والتحليل الذى يعتمد على حكاية نسيج الوطن الواحد المتماسك، والأيد الواحدة وهذا الكلام الغث.
سيل التعازى والتغطية فى حادث المنيا الارهابى والذى وقع بالقرب من دير «الأنبا صموئيل»، لم يخرج عن تعازينا للأخوة الاقباط، من باب النسيج المتماسك، وواصل كشف عوراتنا، ما زلنا لا نعرف شيئا عن الأقباط، نتحدث عنهم كآخر يعيش معنا، وهنا الكارثة.
من سنوات وقع حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وظل الإعلام بكامله تقريبًا ينطقها القديسين بكسر «السين» وهو ما يعنى الجمع، وليس بفتحها لكونها مثنى، حيث يُقصد بها القديسان مارمرقس وبطرس.
أمور تبدو بسيطة وساذجة ولكنها تكشف بوضوح مدى الجهل المتبادل، وغياب المعرفة الحقيقية، نزكى  ما يتم تصديره لنا من صور نمطية.
غياب المعرفة، يؤدى إلى انتشار صورة نمطية سلبية، يؤدى الى انتشار الجهل، نحتاج فى مصر إلى جرعة معرفية مكثفة عن المصريين المسيحيين وعن المسيحية نفسها، فى حاجة ملحة وحقيقية أن يعرف المسلمون والمسيحيون بعضهم بعضاً.
حادث المنيا الارهابى، هو حادث ضد مصر، وراح ضحيته شهداء مصريين، ولا يجب أن تخرج تغطيتنا، عن هذا السياق، هو حادث ارهابى وليس طائفيا.
 هل حادث مسجد الروضة فى شمال سيناء أو الهجوم الإرهابى فى  بئر العبد والذى استهدف مسجداً يقع بقرية الروضة، وأسفر عن سقوط 300 شهيد  و128 مصابا تناولناه فى الاعلام بصيغة 300 شهيد مسلم!
فى حادث المنيا أيضا، علينا أن نتوخى الحذر، لا ننساق للعبة النسيج الواحد، والأخوة الأقباط، الضحايا السبعة، شهداء مصريين، ومصريين فقط، لا دخل لنا بدينهم، فالإرهاب والرصاص الحى  لا يفرق، وإن كان من يطلقه علينا – الإرهاب والرصاص- يريد أن نفرق ونستخدم جملة محفوظة من نوعية الفتنة الطائفية والنسيج الواحد!
العملية الإرهابية الأخيرة أهدافها كانت واضحة جدا، فالتوقيت جاء كنوع من حلاوة الروح، بعد الضربات الأمنية الناجحة للعناصر الإرهابية وآخرها سقوط هشام عشماوى، أيضا  التشويش على منتدى شباب العالم ... ضرب الموسم السياحى الشتوى فى جنوب مصر...  افساد أول رحلة سياحية فرنسية  لمسيرة العائلة المقدسة والتى التقاها البابا تواضروس من أيام... بدء أول رحلة طيران روسية مباشرة للغردقة.
 افساد كل مجهودات شركات السياحة المصرية التى تستعد للسفر الى بورصة لندن للسياحة.
الأهداف الواضحة، هذه لا يجب أن نضيف نحن عليها بسذاجة حكاية النسيج، والأخوة الأقباط، الوعى والمعرفة، سلاح مهم جدا فى المعركة ضد الإرهاب.
‎تقصير أمنى، هذا تناول خاطئ آخر انتشر بسرعة شديدة، على صفحات السوشيال ميديا، بعد أن بدأته وكالة رويترز، بخبر عن الحادث، قالت فيه إن  الطريق ذاته شهد حادثا إرهابيًا مماثلًا فى مايو ٢٠١٧، لكنها لم تلتفت إلى أن الضحايا استخدموا طرقًا فرعية للوصول إلى الدير، لأن الطريق الرئيسى المؤدى إليه مغلق بناء على تعليمات أمنية بسبب خطورة موقعه فى الظهير الصحراوى وانقطاع شبكة الاتصالات فى محيطه.
لن أتحدث هنا عن كل دول العالم التى يحدث فيها عمليات إرهابية، ولا نرى كلمة واحدة عن التقصير الأمنى الذى يطاردنا مع كل حادثة، ولن أتحدث عن الالتزام الشديد بالبيانات الرسمية فى حال وقوع أى حادث فى أى بلد، وعدم تجهيل المصدر الذى تلجأ له معظم الوكالات التى تعمل هنا فى مصر، فلا أحد يحاسب، وهذه قصة أخرى طويلة تستحق أن تروى على مهل.
بالأمس وأنا أشرع فى كتابة هذا المقال جاء الخبر العاجل، بمصرع 19 إرهابيا فى الظهير الصحراوي شاركوا فى العملية الإرهابية الأخيرة فى المنيا.
بالطبع منتظر مساء التشكيك فى الرواية، وخبراء تحليل الصور من الغرف المكيفة، مناضلى الكيبورد، وكيف ينام الارهابى على جنبه الأيمن، ولماذا يده مرفوعة، والسلاح إلى جواره بشكل عكسى، أنتظر كل هذا بشكل روتينى بحت سأطلع عليه ولن أعلق.
أعود بكم لأهمية المعرفة، عنوان هذا المقال من هذه النوعية، التى نحتاجها فماذا يعنى «كيرياليسون» وهل يعرف  المسلمون أنهم  أيضا يُردَّدون هذه الكلمة كثيراً، مثلما يفعل المسيحيون فى صلواتهم.
لن أقول لكم، ماذا تعنى، لو فعلا حابب تعرف، أسأل وأبحث عن معنى «كيرياليسون» واجعلها بداية لطريق المعرفة الحقيقى بجارك وصديقك وزميلك بعيدا عن الصورة النمطية.