الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشباب.. أفضل استثمار

الشباب.. أفضل استثمار






نجحت الدولة فى استثمار طاقات الشباب فى مصر وتعدى هذا الاهتمام إلي العالمية بانطلاق منتدى شباب العالم.. هذه حقيقة يجب أن نشكر عليها كل من ساهم فى هذه الفكرة حتى أصبحت عنوانا مشرفا لمصر.. وفشل الآخرون الذين يصدعون رءوسنا بتطوير الخطاب الدينى وتفكيك الفكر المتطرف بعد وقوع العديد من الشباب فى براثن الجماعات التكفيرية.. الاقتراب من الشباب فى هذا الزمن يحتاج إلى عقول متحررة ومتطورة فكريا وليست جامدة وهذا ما رأيناه فى منتدى الشباب بشرم الشيخ الذى يعقد للمرة الثانية على التوالى بحضور 5 آلاف شاب من مصر ومن 145 دولة حول العالم بهدف التعارف والتقارب وإرساء قيم التسامح والإخاء والمحبة بين الشعوب.
الافتتاح وجلسات المنتدى على مدار ثلاثة أيام تدل على التخطيط والتنظيم فوق الرائع ومن خلال مجموعة من العقول الشابة التى تم اكتشافها على مدار الثلاث سنوات الماضية من خلال الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة» والذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سبتمبر 2015 وهذا البرنامج من أبرز المشروعات الاستثمارية فى مجال الشباب والذى ستأتى نتائجه وربما ظهرت تلك النتائج من خلال ما شاهدناه فى افتتاح أعمال منتدى الشباب بشرم الشيخ وقد أحسنت الدولة صنعًا أن راهنت على الشباب فهم كل الحاضر وأمل المستقبل وهم أفضل استثمار يمكن أن تتخيله وهذا واضح من خلال الأسرة الصغيرة فى المنزل والتى تعرف بالفعل أن أفضل استثمار للأب والأم هم الأبناء عندما يحظى هؤلاء الأبناء بقسط وفير من العلم والأدب والثقافة فإنهم يخرجون إلى الحياة مسلحين بطاقات إيجابية وعلمية تأهلهم لأن يكونوا فى مواقع متميزة بسوق العمل وأيضا يشرفون آباءهم وأمهاتهم.. فعلت الدولة بكل حكمة واقتدار مع أبنائها من الشباب ما يفعله الأب والأم داخل الأسرة.
وسعت القيادة السياسية من خلال هذه الرؤية لرفع كفاءة 2500 شاب كمرحلة أولى من المشروع للاستفادة منهم فى كل قطاعات الدولة وتنفيذ خطط التنمية.
لم يكتف البرنامج بذلك وإنما أطلق العنان لكى يبدع الشباب دون تقييد أو تحجيم لتلك الأفكار التى تريد أرضًا خصبة للتنفيذ على أرض الواقع.. من هنا كانت النجاحات التى رأيناها فى منتدى الشباب الثانى بشرم الشيخ.. اجتهاد فى التنظيم وابتكار فى شكل صيغة خطاب ثقافى وحضارى موجه لكل الشباب فى العالم.. وثقة ووعى وإدراك لما يدور حولنا من صراعات وعدائيات للخير وللإنسانية وللسلام..
ولكن يبقى الأمل معقوداً على الشباب لنشر ثقافة السلام والمحبة في هذا المنتدى والتصدى للأفكار المتطرفة والانفتاح على العالم الجديد الذى لا يعرف الحدود بين الشعوب ويعترف بالحرية فى العقيدة وأن الإسلام أرسى أولى القواعد المنظمة لحرية المعتقد الدينى كما فعل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع اليهود فى المدينة المنورة وكما قال سبحانه وتعالي في كتابه العزيز «وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكُم».