الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمانة « ذوى الاحتياجات الخاصة»

أمانة « ذوى الاحتياجات الخاصة»






مما لا شك فيه أن الإعاقة تعد بلاءاً لأصحابها لاسيما مع تزايد ضغوط الحياة، فهناك ممَّن ابتُلُوا بقُصُورٍ أو خَللٍ ؛ حَرَكيٍّ أو حِسِّيٍّ أو عَقْليٍّ، وُلِدَ بهِ أو أُصيبَ بهِ بعدَ وِلاَدَتِهِ، وهؤلاء هُم جُزءٌ من مجتمعنا  أمرنا الإسلام أن نوفر َ لَهُمُ البِيئَةُ الصَّالحةُ، ونعينهم ليكونوا عنصرا فاعلا فى مجتمعاتهم، لا أن نهملهم .
وانطلاقا من تلك المسئولية الكبيرة وجدنا دعوة  الرئيس عبد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية جعل ٢٠١٨م عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، وهو أمر يحقق  أحد المطالب المهمة لتلك الفئة التى تناساها كثير من الناس ، وكما يؤكد وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة  فإن تلك الدعوة تشكل ترجمة عملية لأن يكون الوطن لجميع أبنائه ويعمل  على إبراز النماذج المضيئة والمتميزة من ذوى الاحتياجات الخاصة، وإعطائهم الفرصة الكاملة للمشاركة الوطنية والمجتمعية .
إن دعوة الرئيس بأن يكون عام 2018 عاما لذوى الاحتياجات الخاصة يؤكد أنَّ الإعاقةَ لَم تَكُن يَومًا سَببًا للخُمُولِ والرُّكُودِ أو التَّنَصُّلِ مِنَ المسئوليةِ والحَركَةِ فى الأرضِ والإِسهَامِ فى جميع مَجالاتِهَا الدينيةِ والدُّنيويةِ
وكما قال بعض العلماء فإن الإِعَاقةُ وإنْ حَرَمَتْ صَاحِبَهَا شَيئا مِنَ المجَالاتِ، فإنَّ ثَمَّةَ مَجالاتٌ لا حَدَّ لَهَا يَستطِيعُ مِن خَلالِهَا تَحقيقَ أَعلَى الإِنجازَاتِ وأَفضلَ الأَعمالِ, والتَّاريخُ حَافِلٌ بالمِئَاتِ مِن العُلماءِ والمفكِّرينَ والمختَرِعينَ, مِمَّن لَم تَمْنَعْهُمْ إِعاقَتُهُمْ عَن الإِنجَازِ والإِبدَاعِ.
وفى مقابل هذا فينبغى التأكيد على أن إعانة ذوى الاحتياجات الخاصة ورعايتهم تعد أمانة كبيرة فى كل مجتمع أمرنا بها الدين، وفى قصة عبد الله بن أم مكتوم – رضى الله عنه - مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - شاهداً يعطى صورة عناية الإسلام بذوى الاحتياجات الخاصة لمسة جمالية فريدة ، فقد جاء الرجل الأعمى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله، وكان النبى فى ذلك الوقت مشغولا بدعوة كبار القوم من قريش إلى الإسلام، فلم يلتفت إليه، وتغير وجهه صلى الله عليه وسلم ، ورغم أنه أعمى لم ير وجه النبى صلى الله عليه وسلم وملامحه تلك اللحظة إلا أن الله عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم فى قوله : (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى)
وفى تَاريخِ الإِسلامِ حَظِيَ ذَوُو الاحتياجاتِ الخَاصَّةِ باحتِرَامٍ وتَقدِيرٍ كَبيرَيْنِ، ولنَا فى الفَارُوقِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ -رضيَ اللهُ عَنهُ- أُسوَةً حَسنةً فِى اهْتِمامِهِ بهذِه الفِئَةِ العَزيزَةِ؛ حَيثُ بَلَغَ اهتِمَامُهُ وحِرصُهُ إلى أَنْ بَادَرَ إِلى سَنِّ أَوَّلِ نِظامٍ اجتِمَاعيٍّ فى العَالَمِ لحمَايةِ المستضعَفِين المقعَدِينَ والأَطفَالِ, وذَلكَ بإِنشاءِ دِيوَانٍ للطُّفُولَةِ والمستضعفينَ، وقَد فَرضَ للْمَفْطُومِ والْمُسِنِّ والمُعَاقِ فَريضةً إضَافِيةً مِن بَيتِ المَالِ.