الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«مصطفى مينا»

«مصطفى مينا»






مينا سمير كامل، 20 سنة، شاب مصرى محترم، أهله عرفوا يربوه على الصح والخطأ على الأصول والأخلاق على التدين الحقيقى وليس الظاهرى.
مينا، استشهد دفاعا عن فتاة صعيدية مثله، لص حاول سرقة تليفونها المحمول.
«مينا» يعمل بمحل أجهزة كهربائية بالسوق السياحية القديمة بمدينة أسوان، شاهد لصا يخطف التليفون من الفتاة، لم يتردد لحظة فى التصدى له، أمسكه بالفعل فعاجله بطعنة  نافذة فى القلب من مطواة يحملها.
سقط مينا شهيدا للشهامة، لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه داخل مستشفى أسوان الجامعى.
لم يفكر مينا لحظة عن دين الفتاة التى يدافع عنها، لم يتردد فى القيام بالواجب الذى تربى عليه، وطبعا لم يفكر بطريقة الإرهابيين، لماذا أدافع عنها وهى محجبة.
«مينا «نموذج محترم للشباب المصرى، نموذج للأخلاق، لا بد أن ينتشر، بطل حقيقى، أسطورة تنهى للأبد الاتهامات الجاهزة والمعلبة، من نوعية: شبابنا أخلاقه سيئة، مينا يستحق الاحتفاء به، تستحق قصته أن تكون البطل الرئيسى فى الاعلام وبرامج التوك شو، والدراما لشهور.
«مينا» أمل جديد، يؤكد أن شبابنا بخير، تسريحات الشعر الغريبة والبنطلونات الممزقة لم تسيطر عليهم بعد، فيهم شباب زى الورد، رجالة بجد.
بطولة الشهيد مينا، فوجئ بها المصلون بمسجد منصور حمادة بمنطقة عباس فريد وسط مدينة أسوان، على شاشات داخل المسجد.
 إمام المسجد الشيخ المحترم مصطفى سعودى مرزوق، وضع شاشات عرض بروجكتور بالمسجد، وحمل عليها صورة الشهيد مينا.
خصص  خطبة الجمعة الماضية، كاملة عن شهامة هذا البطل، فى إشارة لموقفه البطولى بعد أن استطاع بمفرده التصدى لأحد اللصوص، بعد سرقته هاتفا محمولا من أحد البازارات السياحية.
الشيخ مصطفى المحترم المجدد قال خلال خطبة الجمعة: إن الإسلام لا ينسى دور من يعمرون فى الأرض ويدافعون عن الناس، مثل: الشاب مينا، وأن التاريخ الإسلامى ملىء بمثل هذه النماذج المشرفة التى أسهمت فى تاريخ ونهضة هذه الأمة، وناشد القضاء بالقصاص العادل لهذا الشاب المسيحى المخلص لوطنه ومجتمعه.
وقال الشيخ  مصطفى: إن صورة الشاب مينا داخل المسجد هى رسالة محبة للجميع، رسالة أن الدم كله حرام، فالإسلام نهانا عن قتل النفس ولم يفرق بين مسلم أو غير مسلم، ومينا ضحى بنفسه من أجل أن يعيد هاتفا مسروقا لفتاة محجبة وتصدى للحرامى، وكانت النتيجة طعنه بمطواة أودت بحياته، فهو مثال نبيل للشاب الأسوانى الشهم وذكراه ستخلد بقلوب الأسوانيين.
وحث القضاء على القصاص العادل لهذا الشاب المسيحى المخلص لوطنه ودينه  ومجتمعه.
الشيخ المجدد مصطفى، مثل الشاب مينا، من حقه أن نحتفى به، أن نثنى على أخلاقه، ونقدمه نموذجا لرجل الدين العصرى المحترم، رجل الدين المرتبط بواقعه، القادر على الوصول للناس بطريقة بسيطة وسلسة، القادر على غرس القيم والاخلاق فى نفوس أبنائنا.
الشيخ المجدد مصطفى، نريد مثله فى 180 ألف مسجد تابع لوزارة الأوقاف، نريدهم جميعا على نفس طريقة التفكير والعقل.
الشيخ مصطفى ذكرنى بالشيخ نزيه متولى، إمام مسجد نصر الإسلام بشبرا.
الشيخ نزيه ذهب لتقديم واجب  العزاء فى صديقه المسيحى الذى استشهد فى حادث البطرسية.
شقيق الشهيد يعلم صداقة الشيخ بأخيه وحزنه عليه، فطلب منه بإصرار  أن يقرأ له قرآن فى العزاء.
الشيخ المحترم لم يتردد وقرأ آيات من سورة مريم، على روح الشهيد داخل الكنيسة، وسط حفاوة بالغة من كل المصلين.
مثل الشيخ مصطفى والشيخ نزيه، لدينا الكثيرون من المجددين، فقط علينا أن ننتبه لهم نذهب اليهم، نبحث عنهم، نقدمهم للناس.
وزارة الأوقاف، أطلقت هذا الأسبوع حملة «رسول الإنسانية» عبر المنابر الرسمية بالمساجد وموقع الوزارة وصفحتها بـ»فيس بوك»، وجروبات الدعاة ومجموعات الإعلام للترويج، والفضائيات والصحف لتكوين توجها عاما نحو «أخلاق وقيم كريمة إنسانية رحيمة».
الحملة تتحدث عن  رسالة الاسلام الحقيقية التى جاءت رحمة للعالمين، فلماذا لا يتم تعميم خطبة الشيخ مصطفى وموقف الشيخ نزيه على الأئمة للإشارة إلى الدين الحقيقى فى أسبوع «رسول الإنسانية؟»