الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اغتيال القوة الناعمة.. جريمة يناير «2-1»

اغتيال القوة الناعمة.. جريمة يناير «2-1»






التغيير العنيف الذى قامت به أحداث يناير ٢٠١١ قلب المجتمع المصرى رأسا على عقب. من رأس السلطة مرورا بالسلطة وباطن المجتمع حتى القاع.
تغيير حذر منه التاريخ قبل الحوادث.
 
لقد دمرت يناير أشياء كثيرة. ولأن الشىء بالشىء يذكر فإننى أجد نفسى مشدوها أمام ما يحدث فى أغلى ما تملكه مصر. القوة الناعمة.
صارت فى مرمى الخطر المحدق. تصير القوة نحو التحجيم والانزواء ثم التلاشى.
كل ذلك بفعل التغيير الدراماتيكى الذى أتت به يناير.
 
تراجعت الدراما المصرية. تقدمت دراما وسينما العشوائيات. تقدمت سيناريوهات البلطجة والمخدرات وموسيقى المهرجانات. لست فى حاجة للتذكير بما كنا وكانت عليه الثقافة المصرية التى تسيدت الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
انظر إلى الشارع الآن. صار طقس موسيقى المهرجانات لا يتم الاستمتاع بها إلا بتعاطى المخدرات والتحرش وخلع الملابس والسير نصف عرايا!
الأفراح الشعبية والراقصات المسجلة آداب لإثارة الشهوات فى الشوارع عرايا وبحجم الفيل!
والأخطر أن الأمر تجاوز الطبقات الفقيرة والأحياء الشعبية ليخترق مجتمعات الصفوة التى تعاملت مع كل ذلك فى أول الأمر بحسبانه تقليعة جديدة ثم ما لبثت أن تأثرت بها وانعكست على سلوكها؟

صارت عملية منظمة لتسطيح الثقافة المصرية. وعليه فإن مصر فى طريقها لافتقاد أحد أهم أدوات تأثيرها!
كانت موضة ثورة يناير موسيقى «الأندر جراوند». ظهرت بعقبها الفرق الخاصة بها وانتشرت. واحتوتها ساقية الصاوى رغم أن غالبيتها أغان غريبة على الأذن المصرية ومحرضة على الفعل الثورى. هى التى سلمت الراية بعد ذلك إلى المهرجانات الماجنة وموسيقاها النشاز.
عملية التشويه تهدف إلى إخلاء الثقافة المصرية من الذوق العام وبالتالى تسهل عملية الإحلال لثقافات وافدة يمكن البناء عليها.

حتى الفنانون بعد يناير خضعوا لعملية ابتزاز ثورى وتم استدراجهم لأداء أعمال فنية قهرا لتجنب إدراجهم فى القوائم السوداء. توثق الثورة لإضفاء طابع رومانسى عليها سيستغل فى عملية تمويه وخداع مستقبلية تحول دون كشف الحقائق. التعتيم على الحقائق باستخدام حالة فنية قسرية.

عملية اختطاف الفن المصرى كانت أحد ملفات يناير الهامة. تهدف لتحويل الفن من أداة بناء وحشد إلى أداة هدم ودعوة للفوضى والفرقة. تبدأ بتصنيفات ثورية لمنتجى هذا الفن. منهم من استجاب وساهم عنوة فى إضفاء حالة رومانسية على بعض الجرائم ومنهم من اعتكف وانزوى!
الأحد نكمل