الأربعاء 6 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«غبّور» ثلاثى العجلات

«غبّور» ثلاثى العجلات






لماذا يصر ويتمادى رجل الأعمال رؤوف غبور فى إفساد وتشويه المظهر الحضارى للشارع المصري؟ لماذا لا يريد أن يقتنع أن التوك توك ليس وسيلة حضارية وأنه من خلالها يدمر كل ما تبقى من مظاهر الجمال فى الحارة والشارع والقرية المصرية.. «غبور» مثله مثل منتجى أفلام البلطجة، لا ينظر إلى تأثير ما يفعل على الناس.. الأهم لديه أن يزيد أرباحه فهى مقياس النجاح الوحيد لديه.
الأمر الأكثر غرابة هو موقف الحكومة من هذه الوسيلة.. فغبوّر كما قلنا ينظر إلى الأرباح وزيادة ثروته التى قاربت على 500 مليون دولار ( نحو 9 مليارات جنيه)..أما حكومتنا فإلى أى أمر تنظر وماذا تنتظر؟ فالمعلن منذ سنوات أنها تتضرر وتريد التحجيم.. والواقع أنها تفتح كل الأبواب أمام ذلك التوك توك.. فإلى الآن ليس هناك قرار مفهوم وواضح رغم كل الكوارث التى يتسبب فيها ذلك الشىء ثلاثى العجلات.
لماذا لا تقرر الحكومة تقنين أوضاع التوك توك إن كانت لا تريد منعه بشكل كامل ؟ لماذا لا تفرض على من يمتلك التوك توك أن يحصل على رخصة قيادة ورخصة للتوك توك وأن يدفع ضرائب ورسوما ومخالفات مثلما تفرض على غيره من المركبات؟ ففى وجهة نظرى فإن تقنين التوك توك سيكون أداة لمواجهة انتشاره ومواجهة الجرائم والكوارث التى يتسبب فيها، وفى الوقت نفسه تحقيق استفادة للدولة من خلال الضرائب والمخالفات التى ستوقع عليه.
ويعتبر التوك توك فى الوقت الراهن أحد مكونات الاقتصاد السرى التى تسعى البلاد لإدخاله فى المنظومة الرسمية وطبقًا للتقديرات فإن هناك 2.5 مليون توك توك فى شوارع مصر.. فلماذا لا تسارع الدولة فى استصدار قرار بترخيصه، وهو أمر ليس صعبًا فى التنفيذ، بدلًا من الانتظار أو التفكير فى زيادة الرسوم على وسائل أخرى مرخصة وتدفع رسومها بالأساس.
الطبيعى والبديهى ألا تصم الحكومة والبرلمان آذانهما تجاه النداءات والمطالبات الكثيرة والمتكررة بشأن ضرورة تقنين التوك توك.. فشركة «غبور أوتو» لا تتردد وتضع الخطط لزيادة نشره فى شوارع مصر.
وقد كشفت الشركة أنها تخطط للبدء فى بناء مصنع جديد بالعين السخنة خلال العام المقبل لتصنيع التوك توك والدراجات النارية ثنائية العجلات على أن يتم بدء الانتاج فى 2020.. فماذا ننتظر إذن ورئيس الشركة يتنصل من مسئوليته عن تجاوزات ومصائب التوك توك ملقيًا المسئولية على وزارة الداخلية والحكومة، بل يزيد على ذلك فى تصريح له بأن المعترضين على التوك توك ليسوا مصريين ولا يعلمون شيئًا عن ثقافة مصر!