
احمد رفعت
الصعيد الحزين لرحيل هذا الرجل!
محقون تماما رؤساء أندية الصعيد لحزنهم على رحيل هذا الرجل.. محقون أعضاء اتحاد كرة القدم ممن سعوا لتقديم واجب العزاء بكل الوسائل الممكنة.. من الطبيعى جدا أن تطلق صافرات الحكام دقائق الحداد الأيام الماضية قبل كل مباراة بدوريات الصعيد.. صدمة الرحيل المفاجئ للكابتن عادل شيتا رئيس مجلس إدارة نادى أبوتيج الرياضى تفعل ذلك وأكثر..صاحب الجماهيرية العريضة فى جنوب مصر بين الرياضيين عموما وأندية كرة القدم تحديدا يستحق ذلك.. الشاب الذى تولى قيادة فريقه ثم رئيسا لمجلس إدارة ناديه وهو فى الثلاثينات من العمر إلى نهاية عمره القصير الذى أكمله بلقاء ربه قبل أيام قضاه كله فى الخير.. من واجبات إنسانية لم يتخلف فى واحدة منها إلى واجبات وطنية أداها كاملة.. ليس آخرها 30 يونيو التى كان أحد الداعين الحاشدين لها إلى ما بعدها كله من التصدى للإرهاب وللأفكار المتطرفة الهدامة فى محافظة ساخنة مثل أسيوط ـ والتى بدأ التصدى لها قبلها بسنوات طويلة نشهد على جهوده فيها بكل استنارة وكل شجاعة ممكنة!
عادل شيتا كان نموذجا فذا للعمل الجماهيرى.. لم يستغله مرة واحدة لهدف ذاتى لو لمصلحة خاصة أو لمغنم شخصى..بل كان كل وقته وجهده لإقرار قيم عامة منها حق الكبير والصغير فى الترشح للمواقع العامة وأن البقاء فيها لأمد طويل يفسدها ويفسد القائمين عليها.. وهو ما دعاه للترشح شابا قبل سنوات لرئاسة النادى واكتشف أشواق الناس للتغيير فنجح بسهولة أمام خصم قوى تردد الكثيرون فى الترشح أمامه ومنذ توليه مهامه وهو ذهابا وإيابا بين محافظات صعيد مصر شريكا أساسيا فى أى جهد إيجابى لمصالح البلاد والعباد!
عادل شيتا ساهم فى تبنى الكثير من المواهب ساهمت فى انتصارات لأندية عديدة وحصولها على بطولات مختلفة وكلهم فى دورى الدرجة الأولى لهم أسماؤهم الكبيرة كما قدم لأندية الدورى الممتاز أسماء أخرى مهمة كان آخرها نجم نادى الزمالك محمد عنتر!
عشرات الألوف التى ودعته كانت تعلم أن الرياضة فى أبوتيج وأسيوط وجنوب مصر كله تعرضت لخسارة فادحة.. وأن شخصية حازت احترام الجميع لم تعد بينهم اليوم.. وعزاء كل هؤلاء ـ ونحن معهم ـ أن الراحل الكريم ممن أحبهم الله فأحبه عباد الله وأنه فى دار خير من ديارنا بين يدى رحمن رحيم.
وداعا عادل شيتا وخالص العزاء لأسرته وأهله وتلاميذه وأصدقائه وكل محبيه!