
رشدي أباظة
اغتيال القوة الناعمة.. «بيكا وشطة» نجوم شباك! (٢-٢)
فاجأنى استخدام معلق مباراة مصر وتونس قبل يومين تعليقًا مقطوعًا من أغنية المطرب الشعبى حمو بيكا. رب الكون ميزنا بميزة.
فاجأنى أيضا أن يكون عنوانًا لإحدى الصحف العربية عنوانًا عن الفن المصرى: من أم كلثوم لحمو بيكا!
كان عنوانًا صادمًا ومعبرًا عن حالة غنائية ثقافية صارت موجودة.
صار بيكا نجم شباك. نموذجًا شبابيًا لأغانٍ مقبورة تصم الآذان التى كانت عالية الجودة. عالية الطرب.
يقولون إن العالم كله يعرف ثقافة الأغانى الهابطة.
مصر لم تعرف مثل تلك الحالة من قبل. كيف يكون لجمهور هذه الأغانى أب وأم.
الحقيقة أن بيكا وأشباهه صناعة سويشياليه قادت وسائل الإعلام.
قادت الإعلام حتى يقدمها للرأى العام والذوق العام.
أحد المذيعين أتى بأحدهم فى مكالمة هاتفية. طلب منه الغناء على الهواء. كانت المفاجأة أن طلب منه يغنى لأم كلثوم.
آخر سجل مقطعًا تليفزيونيًا تمت إذاعته قال فيه إن عدد متابعيه صار بالملايين وقال إنه تخطى عمرو دياب.
لقد أضحى مدمنو المخدرات والسوابق نجومًا للفن المصرى.
تفقد مصر قوتها التأثيرية الكبيرة على الجمهور المحلى والعربى والإقليمى.
قوتها الناعمة التى يشبهها العالم بأنها الثقافة الثانية تأثيرًا بعد الإنجليزية فى العالم من حيث الانتشار فى محيطها الإقليمى.
قوة ناعمة جعلت من اللهجة المصرية تغزو العالم العربى كله.
الأخطر أن النماذج المشار إليها قابلة للتكرار. قابلة لأن تكون صكًا معتمدًا فى الثقافة المصرية الرصينة.
فعلها فى الدراما محمد رمضان. فعلها فى الغناء مجدى شطة.
من هذا إلى ذاك يا قلبى احزن!