الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«ديل الحصان والجيم»

«ديل الحصان والجيم»






تراجعت أكثر من مرة قبل الكتابة، أرجأت الحديث عما أراه وأتابعه، شهورا،هذا حديث سيغضب كثيرين.
اختفاء ابن البلد، ظاهرة محيرة فعلا، ولاد البلد المولودين فى المناطق الشعبية، طول عمرهم لهم صفات واضحة، رجالة، أقل كلمة ممكن توصفهم بيها.
الآن شباب المناطق الشعبية بيتفنن فى تطويل شعره، وربطه ديل حصان، قصات شعر غريبة، بقى صعب تفرق بين الأولاد والبنات، لخبطة شديدة!!
شباب المناطق الشعبية، بيهتم بشعره ونعومة جلده، ويمكن أظافره، بقى شباب «طرى».
الكلمة دى تحديدا كنا بنقولها على شباب المناطق الراقية، «طرى».
الوضع اختلف تماما، شباب المناطق الراقية، بيروح الجيم، مهتم بصحته، بيبنى عضلات، عامل «فورمة».
شباب المناطق الشعبية مهتم «بحمو بيكا ومجدى شطة»، بيسمع أغانيهم وبيلف وراهم فى الأفراح !!
«بيكا وشطة» أصبحا المثل والقدوة، بيقدموا أغانى ممكن تحولك من شخص سوى محترم، صنايعى وبتكسب بعرق جبينك، عامل وبتجتهد علشان ترتقى بمستواك أنت وأولادك إلى مجرم!!
مين قال أن نوعية الأغانى اللى بيقدمها بيكا وشطة، تناسب المناطق الشعبية،مين أقنعهم أن «ععورك فى وشك» و»جهز سلاحك متكامل» ممكن تعبر عن ولاد البلد بجد!!
بالمناسبة المناطق الشعبية دى زمان كانت مليانة ساحات شعبية أخرجت نجوم رياضة فى كل الألعاب، مش بس نجوم رياضة، دى طلعت أبطال أولمبيين زى خضر التونى مثلا.
خضر التونى، من أعظم أبطال مصر عبر تاريخها فى رياضة رفع الأثقال، كرمه الزعيم النازى أدولف هتلر فى  أولمبياد برلين 1936، بعدما هزم بطلى ألمانيا «ايزماير وواجنر»، وحصل على الميدالية الذهبية فى البطولة.
البطل خضر التونى خريج الساحات الشعبية فى شبرا، وزيه كتير جدا فى كل الألعاب.
شباب المناطق الراقية بيهتم بصحته  ويروح «الجيم» لتقوية العضلات والحصول على جسم رشيق، وبيدفع ما بين 5  و 10 آلاف جنيه اشتراك، غير المكملات الغذائية.
بالمناسبة فيه صالات جيم فى المناطق الشعبية، أسعارها ما بين  500 وألف جنيه، ولكن حتى السعر ده عالى جدا.
الشباب دة بدل ما يروح الجيم بقى بيسمع «حمو وشطة» واللى زيهم، بقى ديل الحصان واللبس الغريب هو هويته، بيتشعلق فى أى حاجة تميزه، حتى لو كان التميز ده شرب مخدرات، وسماع بيكا وشطة.
الحكاية دى محتاجة وقفة حقيقية، نراجع علماء اجتماع ونفس، نشوف مراكز الشباب دورها أيه.
«بيكا وشطة» جزء من ضياع هوية ولاد البلد، والجزء التانى، إحنا السبب فيه.
سمحنا من سنين للعبث والهبل اللى اسمه  «مهرجانات» ينتشر.. بالعكس سمعناه وشجعناه فى أفراحنا، وبقى فيه مشاهير ونجوم بيدافعوا عنه!!
المهرجانات بقت مزاج  سواق التاكسى والعامل والصنايعى والباعة باعتبارها «طرب شعبي»..
فئات  بتشتغل وتكسب بالحلال.. وبدل ما نقدم لهم فن يرتقى بذوقهم، تركناهم فريسة للمهرجانات، ومن بعدها «بيكا وشطة واللى زيهم».
مصر بها 4071 مركز شباب وفقا لأحصائيات وزارة الشباب والرياضة، المراكز دى بتاخد ملايين دعم سنويا، لازم نعرف بتقدم إيه، طلعت لنا كام رياضى، بيمارس فيها رياضة كام شاب.
للأسف مراكز الشباب، سبوبة ووجاهة اجتماعية فى مصر، وهذه قصة أخرى!
المراكز دى فيها انتخابات الان لاختيار مجالس ادارات، مجرد، وجاهة اجتماعية فى المنطقة، أو سبوبة رزق لا أحد يحاسب عليها، مراكز شباب بلا شباب، بلا رياضة مجرد مبانى ولافتات.
عدد الشباب فى مصر يبلغ نحو 21.7 مليون نسمة وذلك بالفئة العمرية «18-29 سنة» حسب تقديرات احصاء السكان عام 2017.
عدد الأندية الرياضية 792 ناديا وعدد الفرق 18 ألف فريق تقريباً فى كل الألعاب
الكارثة الحقيقية أن عدد اللاعبين 217 ألف لاعب تقريباً.
217 ألف لاعب فى الأندية و533 ألف لاعب تقريباً فى مراكز الشباب،أقل من مليون يمارسون الرياضة فى مؤسسات الدولة، من حوالى 22 مليون شاب فى سن ممارسة الرياضة من 18 إلى 29 سنة.
والحقيقة لو وسعنا الدائرة وبدأنا من 10 سنوات وحتى 35 ستكون كارثة حقيقية، تنسف كل ما نقوله حول الشباب والاهتمام بالشباب!!