الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«تشترى كلب»؟

«تشترى كلب»؟






15 مليون كلب ضال فى مصر وفقا لإحصائيات جمعيات الرفق بالحيوان، ووفقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن حجم استيراد مصر للأغذية الجافة «الدراى فود» للحيوانات المنزلية «كلاب وقطط»  بلغ 86.2 مليون دولار فى الفترة من يناير – يوليو 2017.
مصر تستورد كلابا بملايين الدولارات يربيها الناس فى المنازل وتحظى باهتمام ورعاية شديدة .
وزارة الزراعة وافقت لعدد من المصدرين على تصدير 4100 كلب وقطة لعدد من الدول، لم تسمها.
تصريحات، الدكتور، حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة، أكدت أن هناك من تقدم بطلب لتصدير كلاب.
موجة من الانتقادات العنيفة والمبررة جدا، بعد تصريحات الدكتور عبدالدايم لبرنامج رأى عام على قناة  «تن»  والذى يقدمه الإعلامى المتميز عمرو عبدالحميد.
صحف ومواقع ونشطاء بالخارج بدأوا حملة ممنهجة، تطالب بوقف السياحة لمصر، احتجاجا على قرار تصدير الكلاب والقطط.
ارتباك شديد ولبس سوء فهم والمزيد من  المعلومات المتضاربة تخرج من وزارة الزراعة، أبرزها نفيها القاطع للموضوع برمته.
إدارة أزمة على أسوأ ما يمكن، حتى الإعلام المحسوب على الدولة تعامل مع الأمر بسطحية شديدة، بدأت حفلات التهليل والبكاء والعويل، وتقارير عن الرحمة بالحيوان والرفق، ودخل الدين سريعا على الخط، مذيع إسلامى يذهب لمزرعة كلاب ضالة أو ملجأ للكلاب كما يطلقون عليه، يلاعب الطلاب، ويبدأ الحديث عن الرفق بالحيوان فى الإسلام، والمرأة التى دخلت النار فى هرة، والرجل الذى سقا كلبا فغفر الله له.
هل انتهى الدرس، نتوقف ونفكر، أبدا، رجل دين مسيحى يذهب إلى نفس الملجأ وتعاد نفس المشاهد.
نزودها شويتين، ونسأل عن فتوى- لاحظوا التدين هنا، فلا نخطو خطوة إلا بعد الفتوى-  الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى فى دار الإفتاء المصرية، يعلق على مسألة تصدير الكلاب إلى الدول التى تأكلها، مؤكدا أنه «لا توجد فتوى شرعية فى هذا الشأن، حيث أن الأمر من باب الفقه الجديد الذى يحتاج إلى فتوى جماعية لكبار العلماء».
وزاد: «نحتاج إلى اجتهاد لأن الأمر ليس بالبساطة التى يتصورها البعض، ولا توجد فتوى فى هذا الجانب».
شكرا يا مولانا، لكن هذا حديث يصلح مدخل جيد لمسألة تجديد الخطاب الدينى والفكر المتجمد، وغلق باب الاجتهاد، ولا ألومك فمن سأل لم يبحث ولم يدقق .
تصاعد سريع متلاحق، كرة ثلج تتدحرج من أعلى قمة جبل الثلج، وكلما اقتربت من النهاية تضخمت وباتت قنبلة توشك على الانفجار، ولا أحد يبحث أو يدرس ما يقول، وتنقل القنوات والمواقع الأجنبية عن إعلامنا الوطنى، وتبدأ حملة مقاطعة السياحة، ونضرب – بأيدينا -  موسم شتوى كان واعدا.
والحقيقة التى ضاعت بسبب للأسف تصريح الدكتور عبدالدايم - والذى لم يبحثه هو أيضا ولم يفكر فيه  - أن وزارة الزراعة لا تصدر أو تستورد أى منتج ودورها إشرافى فقط .
 بالتأكيد وزارة الزراعة يقع عليها اللوم الأكبر فى عدم توضيح وكشف الحقيقة للرأى العام عن سبب التصدير لهذه الحيوانات لأن هناك ربط بين تلك التصريحات، والكلاب الضالة، وبين بعض الدول التى تتناول لحوم القطط والكلاب مثل الصين وكوريا والفلبين وتايلاند وفيتنام .
وبالمناسبة  هذه الدول لديها اكتفاء ذاتى من لحوم الكلاب والقطط ولا تستورد كلبا واحدا من الخارج بغرض الطعام.
بالعكس هناك حملة كبيرة فى فيتنام تطالب السكان بتجنب تناول لحم الكلاب، للوقاية من «داء الكلب»، وإعلانات تملأ الشوارع تقول : «إن ذبح الكلاب والقطط من أجل لحومها أمر مزعج للأجانب، وسيؤثر سلبا على صورة عاصمة حديثة وحضارية».
ووضعت  فيتنام خطة للقضاء على داء الكلب بحلول عام 2021، ومثلها كوريا عندما أثير  فى مصر تصدير كلاب إليها فى عام 2016، اعترضت السفارة  بشدة واعتبرت الأمر إساءة لها، وقالت فى تصريحات معلنة وقتها إن نسبة ضئيلة جدا من الكوريين يتناولون لحم الكلاب!!
بالمناسبة أيضا، مصر تصدر شحنات من الكلاب والقطط طوال الوقت، ودور وزارة الزراعة فقط الموافقات، والمتابعة والرقابة، وإعطاء التصاريح بعد التأكد من التطعيمات.
ومصر بها مزارع كبيرة تقوم بتربية الحيوانات سواء الأليفة أو المخصصة للحراسة أو الصيد أو الأنواع البوليسية، وتقوم بتصدير جزء منها للخارج وعلى الرغم من أن معظم هذه الأصناف تعتبر سلالات مستوردة، مثل كلاب «جيرمان شيبرد» و«البتبول» بالإضافة إلى القطط «الشيرازى» و«السيامى»، إلا أنها تعتبر مصرية المنشأ.
وبالمناسبة سوق بيع الكلاب فى مصر وتربيتها سوق رائجة جدا والأسعار تصل لأرقام خيالية، جرب تشترى كلب  !!