الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وزيرة الصحة فى القليوبية

وزيرة الصحة فى القليوبية






يقول المثل الشعبى «إللى يعيش ياما يشوف وإللى يشوف بيعيش أكتر» والمقصود من يعيش أكتر أنه يكتسب المزيد من الخبرات والتعلم والمهارات باعتبار الحياة مدرسة للتعلم، وعلى رأى المثل برضه «فى المدرسة نتعلم الدرس وبعدها ندخل الاختبار بينما فى الحياة بندخل الاختبار الاول ثم نتعلم الدرس»، واعتقد ان هذا هو ما حدث بالضبط مع وزيرة الصحة السيدة هالة زايد.
فى جولة ميدانية من جولاتها الكثيرة نزلت الوزيرة الى محافظة القليوبية لمتابعة تنفيذ خطة، 100 مليون صحة» والتى اطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى للكشف على صحة المصريين خصوصا من امراض فيروس سى والضغط والسكر، وهناك فوجئت يقينا بما لم تكن تتوقعه، ويمكننى القول إنها تلقت صدمة اعتقد انها ستترسخ فى داخلها درسا لا يمكن نسيانه.
فى لقائه مع المواطنين استمعت الوزيرة لشكوى غريبة ان المركز الطبى الذى تزوره يفرض رسما ماليا بايصالات على المواطنين الراغبين فى توقيع الكشف الطبى عليهم، رغم ان المبادرة مجانية تماما ووفرت الدولة لها كل الادوات والاحتياجات الاساسية لإنجاحها.
الصدمة جاءت من ان المبادرة مجانية، وهو توجه مُعلن عنه فى كل وسائل الاعلام، وليس سرا ولا اختيارا، وانما تتحمل الدولة كل التكاليف  دون استثناء، ولا لبس فى الامر أو ارتباك أو عدم وضوح، ويقول بعض المتواجدين فى هذه اللحظة ان الوزيرة استشاطت غضبا خصوصا حين قدم لها بعض المواطنين ايصالات دالة على الدفع حسب ما تم نشره على المواقع الاخبارية المختلفة.
قرار فوري صدر باجراء تحقيق شامل فى الموضوع ومع كل الأطراف المعنية وعدم استثناء احد لاتخاذ الإجراءات القانونية الواجبة، مع تكليف المسئولين بالمحافظة علي اعادة الفلوس التى سددها المواطنون للخضوع للتحاليل المقررة.
اهالينا الغلابة الذين سددوا رسوما لفحص القاصى والدانى يعرف انه مجانا لم يرفضوا ولم يستغيثوا وانما بطيب خاطر سددوا الرسوم الوهمية، واعتقد ان الامر يمتد لأيام سابقة على زيارة الوزيرة وربما بكثير ولم يشكو احد او يتذمر ولم يصل الامر لاى مسئول بالمحافظة وهو شيء غريب.
اما هؤلاء الذين فرضوا الرسوم الوهمية على الخاضعين للفحص فهم يتصفون بجرأة فريدة من نوعها للتعامل مع مبادرة رئاسية بمثل هذا الاسلوب، وهو ما يفتح الباب للتساؤل عن دور المسئولين الاعلى بالمحافظة واذا كانت متابعتهم للمبادرة الرئاسية بمثل هذه الهشاشة فكيف يتعاملون مع باقى الظواهر والمتابعات للرعاية الصحية الواجبة بالمحافظة.
اعتقادى انه لولا زيارة الوزيرة الميدانية، ما كان احد قد اكتشف الامر، وهى واقعة تؤكد للوزراء ان مجال عملهم ليس المكتب ولا العاصمة وانما الجولات الميدانية كفيلة باكتشاف مشكلات وازمات وربما جرائم يمكن التصدى لها وحلها اذا كان المسئول متواجدا وسط الناس.
بالقطع انت لا تستطيع كمسئول ان تتواجد يوميا فى زيارات ميدانية، انما تستطيع ان تفعل ذلك فى إطار برنامج فعال ومُنتج للمتابعة على الأرض، وانت تستطيع ان تفعل اكثر من ذلك اذا ما كنت مقتنعا ان المتابعة هى الوسيلة الناجعة والفعالة للتأكد من نجاح السياسات وليس التقارير الورقية، وانت تستطيع ذلك لو اتبعت وسائل متعددة لتنشيط وتفعيل دور المسئولين المحليين ومتابعاتهم.
الادارة بفعالية النتائج مش بالتهليل وننتظر اعلان نتائج التحقيقات.