
رشدي أباظة
المافيا الدينية «٥-٧».. اغتيال الفقه!
أهلًا بكم فى دولة الكهنوت العظمى . فى عام ٢٠١٨ تصير مصر المدنية نحو مصر الدينية.
مصر الدينية بفعل الدستور والقانون. الدستور الذى أسس حرفيًّا لكهنوت المؤسسات الدينية!
لنتابع ما يجرى الآن عن كثب:
مسألة فقهية تندلع فى المجتمعات العربية وتنتقل إلى مصر وتدور رحاها .. المواريث! يدلى فقيه برأيه. قال قولا لم يره الكهنة موازيًا لآرائهم.
فوجئ المجتمع المصرى بإطلاق الكهنوت مدافعه الثقيلة على الرأى وصاحبه . لم يبادلوا الرأى بالرأى والعرض بالعرض . أعلنت المافيا التبرؤ منه . تبرؤ يشبه الشلح . شبيه ما كانت تفعله الكنيسة مع المخالفين فى العصور الوسطى!
الموقف يشير بوضوح إلى سيطرة كهنوتية إسلامية واضحة على فهم الدين وعقيدة التفقه والتفكير . ليس لى رأى فى المسألة المختلف عليها من المواريث . لست فقيها دينيا . ولا أدرس الفقه أو أتدارسه . أنا هنا أتحدث عن ممارسة خشنة تمت ضد رأى قام به صاحبه فى فهم مسألة فقهية ولم تكن مسألة شرعية.
والفرق بين الفقه والشرع معروف.
نحن الآن أمام عملية احتكار ممنهجة للدين ولاستخداماته .
وإذا كانت عظمة الإسلام الحقيقية تدور فى فلك تعدد الرأى للمسألة الواحدة مما يجعل العقيدة غنية أمام المسلمين بثراء الفهم والفقه .
ثراء يحقق التنوع المكانى والزماني.
عملية الاحتكار الممنهجة للدين والفهم الدينى الحاصلة الآن هى تكريس لثقافة مواجهة التفكير بالتكفير . ومقابلة الاجتهاد بالإجهاد . ومبارزة التنوع الفكرى والفقهى بالإجهاض والاغتيال!
المافيا الدينية تفعل كل ذلك دون وضع آلية محددة لكيفية التطبيق القانونى للنص الدينى .
المحاكم تقول إن معظم قضايا المواريث أطرافها مسلمون من مستحقى الميراث الشرعى أو مدعى الاستحقاق!
يقف الكهنوت ضد أى محاولة لحلحلة البون الشاسع بين النص والواقع . وبين واقع ترفضه الممارسة الحقيقية للمفهوم الفقهى الذى يصرون عليه!
يتعاملون مع الدين من مفهوم احتكارى مخالف لصريح النص لأنهم يعطلون عمدا عملية التدافع الإنسانى الفطرى . يتغافلون دفع الله الناس بعضهم ببعض الذى لولاه لفسدت الأرض؟
نحن الآن أمام عملية خوف وتخويف من محاولات التفكير لمجرد أن هذه المافيا تعتقد أن هذا التفكير قد يؤدى لظهور شخصيات قادرة على الإقناع أكثر منهم وبالتالى ستسحب الأضواء عنهم!
المافيا الدينية تنتقل الآن من المحاصرة والاحتكار إلى الاغتيال.
اغتيال الفقيه!
غدًا نكمل