الإثنين 21 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر ومواجهة تحالف «الدوحة  أنقرة»!

مصر ومواجهة تحالف «الدوحة أنقرة»!






لم تكن دعوة مصر لتأسيس جيش عربى مشترك محض صدفة إنما كانت محاولة مبكرة لإعادة صياغة الأمن العربى كله بأمل أن تعريفه وصياغته الجديدة ستدفع حتما لإيقاف النيران المشتعلة فى بلادنا العربية تلقائيا أو على الأقل تدريجيا.. إلا أن أطرافا أخرى خارج الدعوة استهدفت العلاقات المصرية مع شقيقاتها العربيات بأى طريقة على أمل تهميش الدعوة المصرية والدور المصرى كله.. ولذلك طلت نفس القوى برأسها لاستغلال أزمة خاشقجى الأخيرة لضرب التحالف العربى المناوئ الآن لتحالف الشر الآخر المعلن بأكثر من وسيلة وفى أكثر من موقف من «قطر وتركيا»! ولذلك جندا كل ما استطاعوا لإفشال زيارة ولى العهد السعودى لمصر ليتقدم تحاف قطر ـ تركيا ليملأ الفراغ فى المنطقة على أنقاض العلاقات المصرية - السعودية.. فخاشقجى لا يعنى قطر ولا يعنى تركيا من قريب أو من بعيد والأمر ليس إلا تربصا بالسعودية ومصر كدولة كبيرة تتعامل وفق قواعد ثابتة لا يتداخل فيها الحابل بالنابل وبالتالى فليس لمصر ـ هكذا ترى مصر ـ أن تتولى سلطة التحقيق فى قضايا الآخرين ولا يحق لها ـ هكذا ترى مصر ـ أن تنوب محل مؤسسات أخرى لا سلطان لنا عليها أصلا ولا يصح ـ هكذا ترى مصر ـ أن تستبق شيئا هو أصلا ليس من شأنها.. ومن أجل ذلك كانت حملة إعلام الشر لمنع زيارة ولى العهد السعودى كوسيلة لإخراج التنسيق المصرى- السعودى-العربى لحساب ومصلحة تحالف «الدوحة  أنقرة»!
ولأن مصر دولة كبيرة فإن مؤسساتها الأمنية وضعت رؤى الأمن القومى المصرى والعربى منذ ما بعد تأسيس الجمهورية فى مصر أوائل خمسينيات القرن الماضى ومنها أمن الخليج ومنها أمن المقدسات الإسلامية ومنها أيضا حصار النفوذ التركى -والإيرانى (ببعد سياسى وأحيانا قومى وليس طائفيا) مع الإدراك الدائم ـ الدائم ـ أن إسرائيل العدو الأساسى وأن كل ما يستجد من مخاطر ليس إلا أدوات ووكلاء عن العدو الأساسى غير القادر على إعلان عداوته لأسباب مختلفة وعديدة وليس من أجل معاهدات موقعة وملزمة فقط!
الخلاصة.. مصر تعرف ماذا تفعل وتتعامل مع كل طارئ بثبات وبذكاء رغم ارتباكات المشهد كله.. وفى ظروف شديدة التعقيد وبشروط قاسية منها عدم أسر الحاضر والمستقبل رهنا للماضى مع مبدأ تقليل الخسائر إلى أقل درجة إن تعثر تحويلها لمكاسب وبنظرية شد الأطراف مع الإدراك التام أن كل متر يخسره الأعداء ـ وكلاء أو أصليين ـ مكسب لنا!
كثيرون لا يدركون ذلك.. بل لا يرونه من الأساس.. وهذا ومع احترامنا للجميع ليس مهما.. المهم أنه يحدث فعلا!0