الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يارب هجرة!

يارب هجرة!






«مش قادر أعيش بألف يورو».. ألفان يورو فى الشهر لا تكفى، تصريحات فى منتهى الخطورة أطلقها مشاركون فى الاحتجاجات والمظاهرات بقلب باريس، على قناة فرانس 24، القناة الفرنسية الرسمية .
عندنا فى مصر، ردوا على التصريحات، بدعاء يارب هجرة، ألف يورو فى الشهر، أعيش بها ملك، منتهى السطحية، وكأنهم هيقبضوا فى باريس ويصرفوا فى القاهرة!
ضربوا الألف يورو، فى 20 جنيها، وعاشوا الوهم، لم يفكروا فى موجة  الغلاء التى تضرب فرنسا ومن بعدها بلجيكا، ومن المنتظر أن تتطور إلى بلدان أخرى، أن الاحتجاجات خرجت من الطبقة المتوسطة التى لم تعد قادرة على تسديد فواتيرها، ولم تعد تتحمل المزيد من فرض الضرائب.
الضريبة على الوقود كانت القشة الأخيرة، زيادة أسعار الوقود ليست السبب الأوحد الذى أغضب الفرنسيين، بل الحلقة الأحدث من المواجهات بين الريف والعاصمة، أو بين الفقراء والنخب.
لم تكن السياسات والإصلاحات الاقتصادية التى ينادى بها الرئيس «ماكرون» الأولى من نوعها. فقد حاول الرئيس الفرنسى الأسبق «فرانسوا أولاند» إنجاحها، لكنه تراجع عن خطته نتيجة ضغوط تظاهرات مماثلة عام 2013.
اعتقالات بالجملة فى صفوف متظاهرى السترات الصفراء، عنف، ونهب وحرق فى شوارع باريس وبروكسل، تصاعد مستمر، ومواجهات عنيفة مع الشرطة، الأمور تتفاقم وتزداد سوءا، وماكرون يتبع سياسة النفس الطويل، ومن الواضح أيضًا أن المتظاهرين، لن يكونوا أقصر نفسًا منه، خصوصًا أن الاحتجاجات تحظى بالتنوع الاجتماعى من كل الفئات، محاطة بالتأييد الشعبي، والدعم الحزبى من اليمين المتطرف.
متظاهرو حركة  السترات الصفراء، المصطلح جاء لارتدائهم سُترات صفراء عاكِسة للضوء، فرضها على السائقين قانون فرنسى دخل حيز التنفيذ فى 2008، يوصى جميع قائدى السيارات بحمل سترات تميزهم يرتدونها عند الخروج عن الطريق فى حالات الطوارئ.
الحركة الاحتجاجية الشعبية يبدو أنها لن تتوقف عن التنديد بغلاء المعيشة ورفع الحكومة المزيد من الضرائب على مُشتقات البترول.
وتتمتع الحركة، بدعم على نطاق واسع، كما أظهر استطلاع رأى، أشار الى أنّ نحو ثلثى المشاركين دعموا «السترات الصفراء» بينما أبدى 70 فى المائة من المشاركين رغبتهم فى تراجع الحكومة عن قرار الرفع الأخير لأسعار الوقود.
رافعوا شعار يارب هجرة، هل يعلمون أن ماكرون فاز بالرئاسة، بعد أن رفع شعار إصلاح جذرى لإنعاش الاقتصاد وخطة  بقيمة 50 مليار يورو ولم يحقق شيئا.
أن الاقتصاد الفرنسى محمل بدين عام يصل إلى 3.3 تريليون يورو، وأن معدل البطالة ارتفع فى الفترة الأخيرة من  8%، الى 10%.
حركة “يارب هجرة”، هل تريد المشاركة بفاعلية فى خطة ماكرون لخفض الإنفاق العام بقيمة 60 مليار يورو خلال خمس سنوات، من خلال سياسة  تقشف، أول بنودها  إلغاء 120 ألف وظيفة فى القطاع العام والتشجيع أو قل الإجبار على المعاش المبكر، وتعديل قانون العمل بما يسهل الفصل التعسفى.
هل تريد العيش مع ماكرون الذى يوصف  بأنه رئيس الأغنياء، خاصة بعد قراره خفض الضرائب على الأغنياء والشركات فى العام الأول لحكمه، بينما رفع ضرائب الضمان الاجتماعى التى أضرت بشكل مباشر بأصحاب المعاشات.
عموما، لو حضرتك حابب تعيش تجربة يناير مرة تانية، بشعاراتها، وأحداثها، إلحق سافر باريس أو بروكسل، هذا الأسبوع  تم إغلاق 19 محطة على الأقل لقطارات الأنفاق فى وسط باريس، تصاعد وامتداد الاشتباكات العنيفة بين المحتجين وشرطة مكافحة الشغب فى أنحاء العاصمة، قنابل الغاز المسيل للدموع، لو وحشك هتلاقيه بكثرة فى الشانزليزيه، مش بس قنابل مسيلة للدموع، فيه كمان خراطيم مياه ورذاذ فلفل، وقريبا خيام فى وسط الشارع وتحت قوس النصر .
فى النهاية عندى لكم مفاجأة، خطة ماكرون للتقشف فيها بند يناسبكم جدا، الخطة تعتمد على  استقبال 200 ألف مهاجر مستعدين للحصول على أجور أقل من العمال والموظفين الفرنسيين.
خلوا بالكم مستعدين للعمل بأجور متدنية، مش جايين يتظاهروا ويكسروا ويحرقوا، هناك الأمن الداخلى وعناصر «المخابرات الفرنسية DGSE».. مش بيهزروا، وخلال أيام هتتفض المظاهرات، وهتشوفوا الأحكام القاسية والقرارت الأكثر قسوة على من شاركوا .