الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نورانيات «الرسول» بالتربية الفنية

نورانيات «الرسول» بالتربية الفنية






حين يتم دعوتى لمعرض من معارض الفنون التشكيلية أفرح، ولم لا؟ وقد شاهدت الكثير منها بحكم الصداقة لعدد كبير من الفنانين التشكيلين وبحكم عملى كمسئول فى وزارة الثقافة عن عدد من الإدارات التى يكون الفن التشكيلى واحدة من إدارتها العامة أو الوسطى، أحاول دائما أن أهيئ نفسى لاستقبال هذا الحدث الذى أكون فيه فى موقف المتذوق الهاوى الذى سيحاول قدر المستطاع أن يدلى بدلوه النقدى من خلال عين محبة،عين تحاول أن تقدم تفسيرا لما تراه وأسعدها.
سعدت حين دعانى الصديق الدكتور الفنان رضوان زحام الأستاذ بكلية التربية النوعية بالمنصورة لافتتاح معرضه التشكيلى بقاعة الشهيد أحد بسيونى بكلية التربية الفنية بالزمالك،والذى كان تحت عنوان «نورانيات»،وقام بافتتاح المعرض الأستاذ الدكتور محمود حامد عميد الكلية والأستاذة الدكتورة مها عبدالمنعم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
والمعرض فى مجمله عبارة عن عبارة من مجموعة من الحروف والكلمات والجمل الروحانية، تتحاور جميعا بين الشكل والمضمون عبر الخامات والضوء،لتأكيد المعنى الأسمى لرسول التسامح والخلق الحسن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،و ذلك فى إطار من نورانية الدائرة وانحناءات الخطوط اللينة، وذلك بمزيج من الإحساس بأساليب وتقنيات الخامة والانعكاسات الضوئية على كلمات روحانية.
وبتأمل ما يقرب من عشرين لوحة نلاحظ نورانيات الشكل والمضمون وذلك من خلال الصياغات التشكيلية المتعددة لمفردات العمل الفنى،وتوظيف الخامة وإذابتها داخل كيان العمل الفنى بأساليب تشكيلية جمالية ووظيفية لتعبر عن مضمونه حيث استخدمت الدائرة والضوء فى شكل متبادل فى الأعمال لتعطى لنا المعانى الفلسفية والتى تتمثل فى نورانية الدائرة وجمالها الصوفى والعقائدى، والتى قد تناولت الحضارات المصرية القديمة والفنون القبطية ،و فنون العصور الاسلامية عبر التاريخ.
و كانت الأعمال ببساطة عبارة عن تشكيل لجملة محمد رسول الله داخل دائرة وبأنواع مختلفة من الخطوط التى كان لكل نوع منها الحس المختلف عن الآخر، وتوجد تحت تلك الجملة إضاءة بألوان مختلفة،فتشعر أن كل عمل من هذه الأعمال له روحه ونكهته المميزة له.
والمشاهد للأعمال سيجد أن الفنان يدخل الضوء فى العمل كعنصر تشكيلى مهم باعث للنور واللون مكونا مفردات تشكيلية مع مجموعة بقايا الخامات البسيطة المستهلكة التى تتآلف مع بعضها البعض على الرغم من تنوعها فى كيان العمل وتأكيد مضمونه.
 وفى الحقيقة لم أكن أتوقع هذا التشكيل الذى قدمه الدكتور رضوان زحام،وكان فى ظنى أننى سأرى مجموعة من اللوحات البديعة للخط العربى تشكل جملة محمد رسول الله وبعض الجمل النورانية الأخرى مثل الله أكبر، وبعد مشاهدة المعرض عرفت أن هناك فرقا بين الفنان القادم من الفنون الجميلة والتربية الفنية،والفنان القادم من الفنون التطبيقية،فدارس الفنون التطبيقية تتسم دائما أعماله برؤية تطبيقية قابلة للتصنيع والتطبيق وإعادة تنفيذها مئات المرات كمنتج من السهل تواجده بين أيدى الجميع، فمن السهل تنفيذ تلك الأعمال التى قدمها الدكتور رضوان من خلال ورش أو مصانع أو شركات تتبنى تلك الأعمال التى من الممكن أن تكون فى كل بيت،و وجدتنى أقترح على الدكتور الفنان رضوان زحام البحث والتواصل مع يستطيع أن ينتج تلك الأعمال لتكون فعلا فى متناول الجميع.
وختاما تحية لكلية التربية الفنية بالزمالك التى تبنت معرضا روحانيا ملأ النفس بحالة صوفية تناسبت مع الذكرى العطرة لمولد النبى الكريم محمد رسول الله، وتحية للفنان والأكاديمى الدكتور رضوان زحام الذى يسعدنى دائما بمشاهدة أعماله والمشاركة أحيانا فى صنع أشياء تسعد النفس والروح.