
رشدي أباظة
الإسلام دين وليس دولة (٤-٧) الوطن فوق العقيدة!
فكرة «الدولة» منافية بالأساس فكرة «الإسلام» نفسه. رسالة الإسلام ترتكز بشكل رئيس ومباشر على إرسال رسوله- صلى الله عليه وسلم- كاااافة للناس بشيرًا ونذيرًا!
هكذا يقول القرآن ويقول إن فلسفة الإرسال هى الرحمة للعالمين؟
«وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا» سبق فيها لفظ «العموم» وهو «كافة» على «التعميم» وهو «الناس» فى الآية.
ولو أن «الإسلام» ينظم «الدولة» فى مكان ما، وزمن ما، معلوم فمن الطبيعى أن يقوم تنظيمهم بتقديم تجربة تجرده من فكرة «العموم»؛ لأنه سيضطر إلى تنطيم الدولة وفقًا للخلفية المعرفية والثقافية للبشر المقيمين على الأرض والزمن المعين. وبذلك تنتفى تمامًا فكرة «عمومية» الإسلام الخالدة التى تقول إنه جاء للناس كافة!
ولو كان الإسلام «دولة» فهو يعنى أنه حتمًا سيكون دولة دينية إسلامية العقيدة فيها تتجاوز الجنسية. إذن كيف ستتعامل مع ما أقره القرآن من اعترافه بالشعوبية والقبلية عندما قال وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا!
لقد تولى السلطة من بعد وفاة الرسول ٣٤ خليفة.. قتل منهم ١٨!
فهل كل هذه الاغتيالات السياسية لـ ٣٤ حاكما تليق بدين لديه نظرية للحكم والدولة.
من الأفضل للإسلام أن ندفع عنه فكرة الدولة إذن طالما أنه دين رحمة وتسامح ومغفرة وهداية.. وهو كذلك فعلًا.
الأمويون هم أصحاب نموذج استخدام الإسلام كدين ليكون أداة للسيطرة. بل هم أصحاب السبق والريادة فى ذلك.
لا نتجاوز إذا قلنا إنهم استخدموا الدين كأداة للقمع والسيطرة من أجل تمكين ملكهم العضود!
وعلى الرغم من ذلك فقد تميز حكمهم بالآتى:
١- استباحة القتل من أجل الحكم..
٢- توريث الحكم
٣-قمع المعارضة
- الردة القبلية من خلال التمييز العنصرى ما بين العرب وغير العرب من المسلمين فى تولى المناصب.
كان ذلك مفهوم «الدولة» عند «الأمويين» ولم يكن مفهوم «الدولة» عند «الإسلام».
لقد كانت عملية توظيف «الإسلام» كدين ومعتقد شخصى لصالح «الدولة» هى أكبر جريمة يئن منها المسلمون والإسلام منذ انقطاع الملاك جبريل ورحيل النبى العدنان.
غدًا نكمل