الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصـر مـن الحصـار للانتصـار

مصـر مـن الحصـار للانتصـار






عشية يوم ٣ يوليو ٢٠١٣، وقفت الدولة المصرية تدافع عن نفسها وعن وجودها، عن كيانها وأصل هويتها.
ساعتها وقف القائد العسكرى عبدالفتاح السيسى يتلو بيان الإنقاذ، بينما كان محاطًا بمندوبى الوطن المصرى، موفدين عن أبناء الشعب الذى كان صوته هادرًا فى الشوارع والميادين، مجسدًا الموسيقى الثورية للحالة الوطنية التى طغت على أرجاء الدولة.
فى المقابل تسارعت ردود الأفعال الدولية الانفعالية تنادى بالقطيعة والمقاطعة، راحت تنادى بالحصار وتتوعد بالمنع، بدت ساعتها قدرة الإخوان على الخداع، متجاوزة النخبة المحلية، وصولًا إلى نخبة دولية، كانت تظن أنها تدير العالم على أرضية من المعلومات والتحليلات الدقيقة، فإذا بها قد فوجئت بوعى وفطرة وإرادة مصرية غير مسبوقة.
محاولات الحصار التى حاولت التمدد حول الدولة المصرية فى الأروقة الدولية، وجدت نفسها وقد حوصرت بسرادق الحق المصرى ومنطقه، وبفعل دبلوماسيته العريقة.
 من كل صوب وحدب، راحت دعوات المقاطعة تنهال على الدولة المصرية من هول صدمة ثورتها العميقة، التى لم تكشف التنظيم الإخوانى فحسب، بل كشفت أعتى الأجهزة والسياسات التى راهنت يومًا على أن أصل الإرهاب، يمكن أن يكون عضوًا فى المجتمع الدولى.
بدعوات الحصار والحجب والمنع، تقدمت الأطراف الدولية صفوف المشهد، لا من أجل تكبيل الدولة المصرية فقط، بل من أجل منح تنظيمات الإرهاب التى توحدت، فرصة لارتكاب جرائمها على أرض مصر، كما لو كان الضمير الدولى يمكن أن يسمح للقتلة بمكان على طاولته، بعد أن يفرغوا من إزالة آثار الدماء المصرية التى لطخت أياديهم وقلوبهم.
دعوات المقاطعة راحت تستعرض قوائم المنع، تسليحًا وتدريبًا، لتشمل أسلحتها الثقيلة، وصولًا إلى أدوات الوقاية والحماية للفرد المصرى المقاتل فى الجيش والشرطة من السترات الواقية من الرصاص والخوذات الواقية للرءوس، كما لو كان المراد أن يتركوا أهدافًا سهلة المنال لتنظيمات وعصابات القتل.
كانت لحظة انكشاف تاريخية، استفزت أطرافًا وأفقدتها ثباتها الانفعالى الدولى، لتمارس للمرة الأولى إمدادًا سلبيًا للإرهاب، بأن تمنع عمن يكافحه أدواته واحتياجاته التى لا غنى عنها.
لكن خارج الحسابات الدولية، كانت الإرادة المصرية، قد قررت محاصرة الحصار والتدفق حوله. تجلت ساعتها قدرة الدولة المصرية على إدارة ثورتها، عندما راحت سريعًا تدير ملف التواصل مع العالم الخارجى، من خلال سياسة كانت أهدافها المرحلية ما يلى:
■ الإقناع بعدالة القضية المصرية
■ كشف وتوثيق الإرهاب الإخوانى
■ التأكيد على أن مصر أيقونة مكافحة الإرهاب فى العالم نيابة عن الإنسانية
■ التأكيد على أن مصر لا تعرف ثقافة العدوان ولكنها أبدًا لا تستكين له
■ إثبات قدرة الدولة المصرية على إدارة قوتها الرشيدة
■ إثبات قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الدولية
■ التأكيد على مؤسسية الدولة المصرية وإدراكها لمسارات الاستخدام المشروع للسلاح.
■ الإثبات العملى لقدرة الدولة على حماية حدودها ووحدة وسلامة أراضيها
بقوة الحق المصرى وواقعيته راح الحصار يتبدد، انهيار الحصار لم يكن منحة دولية لمصر، بل عقد اجتماعى وسياسى دولى جديد، فرضت بنوده إدراك مصر لمسئولياتها الدولية وقدرتها على مباشرتها، فى مقابل إدراك دولى لقيمة مصر رقمًا صعبًا وحتميًا فى منظومة الأمن الدولى، فإذا كان من منع وحجب يملك حقوقًا حصرية للمنح والعطاء، فإن مصر بعبقرية جغرافيتها تملك حقوقًا احتكارية للأمن والتأمين.
الآن وبعد مرور خمس سنوات، تجتمع على أرض مصر كبريات شركات ودوّل السلاح والتسليح فى معرض  Edex الدولى.
المعرض كان عنوانه صورة ضمت الرئيس عبدالفتاح السيسى برؤساء الوفود العسكريين المشاركة، جاءت استكمالًا للصورة التى جسدت مشهد ٣ يوليو.
على أرض مصر، التى تحولت إلى قبلة عسكريى العالم، أقيم معرض «إيديكس» الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية، وفِى أروقة وأجنحة المعرض، وقف كبار قادة هذه الصناعة فى العالم، ملتفين حول الرئيس المصرى، بينما أركان المعرض امتلأت برجال القوات المسلحة المصرية التى لم تعرف يومًا طريقًا للعدوان.
بالأمس كان الحصار، واليوم تتحول مصر إلى سوق للعرض والاستعراض، ومن داخل أجنحة المعرض كانت الرسائل تتدفق لتقول ما يلى:
■ مصر ٣٠ يونيو مكون رئيسى فى بنيان الشرعية الدولية
■ مصر ٣٠ يونيو قادرة على تحمل مسئوليتها والتزاماتها الدولية والإقليمية
■ الجيش المصرى قادر على الإدارة الرشيدة لقواته المسلحة
■ الدولة المصرية قابضة على مقدراتها وحدودها
■ مصر متواجدة بقوة مؤسساتها على امتداد الحدود وفِى المياه الإقليمية وأعالى البحار
■ مصر تملك قوات مسلحة وطنية مؤسسية
■ مصر كلمة السر فى السيطرة على موجات الهجرة غير الشرعية.
■ مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم
■ مصر لا تعرف خروجًا على الشرعية الدولية
■ مصر تملك منظومة تسليح من أجل المساهمة الفعالة فى منظومة الأمن القومى العالمى
انتهاء المعرض لا يعنى انتهاء رسائله.. مصر التى طالما رفضت القواعد العسكرية الآن تفتح أبوابها للصناعات العسكرية داخل قواعدها الوطنية.
مصر التى على أبواب أن تكون محورًا لمصادر الطاقة ومركزًا لوجيستيًا لها حول العالم، يجوز جدًا أن تتحول إلى معرض عسكري دائم ومفتوح وسوق دولية لإمدادات السلاح والدفاع المشروعة.
نعم مصر تستطيع بقوة جيشها الوطنى أن تكون بورصة عالمية ليس للتسليح فحسب، بل للتدريب والتصنيع.
مصر التى قوضت الإرهاب وسيطرت على موجات الهجرة غير الشرعية، قادرة على أن تكون أمينة على حركة تسليح دولية مشروعة تحول دون تدفق أدواتها لتنظيمات الإرهاب والطائفية.