الأحد 20 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام دين وليس دولة «6-٧» صراع القوميات!

الإسلام دين وليس دولة «6-٧» صراع القوميات!






دعاة «الدولة» من راغبى «السلطة» قاموا بتوظيف «الدين» بشكل متعمد ومقصود على مر القرون والعصور. يفعله الساسة دائما. بيد أن فعل «التوظيف» هنا يسهل وضوحه وكشف عوراته لدى كل لبيب!

الأخطر هو توظيف رجال الدين من راغبى الحكم «الدين»
 نفسه كرعاة له وقائمين عليه.
هنا بيت القصيد وأصل الأزمة.
فعل ذلك رجال الكنيسة فى أوروبا فكانت النتائج دامية انتهت بالأوروبيين إلى الإلحاد والنفور من المسيحية السمحة وكان ما كان.
يفعل رجال الدين اليهود ذلك الآن جنبا إلى جنب مع رجال الدين الإسلامى. توظيف كامل للديانتين العظيمتين لصالح الدولة والحكم. اليهود أقاموا «دولة» على أنقاض الجماجم والدماء فى إسرائيل وكذلك يفعل المسلمون منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نشوء تنظيم الدولة الإسلامية فى الوطن العربى!
فى العصر الحديث نشأت الفكرة «دمج الدين بالدولة» من أجل تذويب فكرة «الدولة الوطنية» من خلال طمس الهوية بالادعاء أن هناك هوية أشمل. يقصدون «الهوية الإسلامية» التى تجب كل الهويات بزعمهم.
طمس «الهوية الوطنية» فى العالم العربى والإسلامى كان يلزمه هوية أقوى فلم يكن هناك سوى «الهوية العقائدية»!

لقد كان أصل الفكرة القومية الإسلامية فى المائة العام الماضية وإعادة تسويق فكرة الخلافة الهدف منها وأد القومية الوطنية ومطالب الاستقلال التى سرت بين الشعوب آنذاك بعد احتلال أجنبى قاس.

الخطورة هنا أن «الهوية الوطنية» يمكن قولبتها فى إطار دولة يحكمها الدستور والقانون كما فعل الأوروبيون عندما تخلصوا من الحكم الدينى.
أما «الهوية الدينية» فإنها ستخضع لفهم الأطراف المختلفة للنص الدينى وقدرة كل طرف على استخدامه بشكل سياسى!
العجيب أن البعض لا زال يصر على هذه الهوية دون أن يحدد ملامحها. هل هى جهادية أم صوفية أم سلفية أم إخوانية؟
والمدهش أن هناك حالة اغتراب لتلك الهوية حدثت تحديدا بعد جلاء القوات الدينية الإسلامية عن الأندلس. واستمرت مظاهرها العامة الشكلية التى كانت تصر على محاولة تأكيدها من خلال ممارسات ظاهرية فقط فتجد انتشار ظاهرة إضافة «الصفة الإسلامية» لمناحي الحياة العامة دون مبرر منطقى.
فمثلا تجد المطعم «الإسلامى» أو المكتبة «الإسلامية» أو المخبز «الإسلامى» دون معرفة علاقة الصفة الإسلامية بالممارسات المدنية التجارية التى تتم فى هذه المحال وفقا لما اتفق عليه من أعراف بين الناس!
فى مصر تحديدا نشأت الفكرة من أجل خلق مقاومة محلية للحركة الوطنية.. يقال ان جماعة الإخوان نشأت عام ١٩٢٨؟
 الأصح والأدق أنه قد أعلن عن نشأتها فى هذا التاريخ!
والأقرب للمنطق أن فكرتها نشأت بالتزامن مع ثورة ١٩١٩ التى شهدت اتحادا وطنيا على ارضية مشتركة للفطرة الوطنية. من هنا وعندئذ نشأت خطورة فكرة الوطنية الموحدة!
لذا ولدت على إثرها مقاومة الفكرة الوطنية التى كانت تستوجب خلق ولاءات عقائدية جديدة!
لقد كان «خلق» فكرة «الدين دولة والدولة دين» هو أخطر ما تمر به بلادنا منذ صعود روح رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم والإسلام نفسه كدين خاتم يلقى الناس بعقبه يوم القيامة فينبئهم بما كانوا يفعلون ويفصل بينهم!
الأحد نكمل