
احمد رفعت
«منتدى إفريقيا» هذا ما فعلته مصر!
كان منطقى أن يصيغ الرئيس السيسى شعار مؤتمر «منتدى إفريقيا 2018» بعبارة «القيادة الجريئة والالتزام الجماعى نحو تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية» ليس فقط لأهداف المؤتمر التى تسعى لزيادة التبادل التجارى بين الدول الإفريقية وفرص الاستثمار وتبادل الأفكار إنما أيضا للدور الذى لعبته مصر منذ 2015 حتى اليوم.
فللمؤتمر الذى سينتهى اليوم الأحد بشرم الشيخ قصة طويلة بذلت مصر لصياغتها جهدا كبيرا.. وللذكرى التى تنفع المؤمنين نقول إن مصر دعت فى يونيو 2015 إلى مؤتمر لتتوصل إلى صيغة للتجارة الحرة بين دول إفريقيا أو سوق إفريقية مشتركة تضم ثلاث كتل إفريقية كبرى هى المنظمة التى انضمت لها مصر عام 1999 وهى دول جنوب وشرق إفريقيا (كوميسا) ومعها تجمع آخر فى شرق إفريقيا هى «مجموعة شرق إفريقيا» والتى تضم ست دول هى تنزانيا وكينيا ورواندا وبورندى وجنوب السودان وأوغندا والتكتل الثالث هو مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية» وتضم خمسة عشرة دولة من بينها جنوب إفريقيا وإنجولا ومورشيوس وسوازيلاند وزامبيا ووزيمبابوى فضلا عن دول من التجمع السابق مثل تنزانيا والتكتلات الثلاث تضم أكثر من 625 مليون نسمة وبحجم أموال يزيد على من ألف مليار دولار من إجمالى الناتج المحلى للدول الأعضاء!
ولذا.. على الكثيرين إدراك أن المؤتمر المنعقد بشرم الشيخ لم يكن إلا نتاج جهد كبير بذلته مصر التى قرر رئيسها استرداد الدور المصرى فى إفريقيا بأسرع ما يمكن ولذلك تبذل ـ ويبذل ـ كل جهد ممكن يؤدى إلى تعاون إفريقى إفريقى يشكل الاقتصاد وتشكل التجارة عموده الفقرى لكنه لا يخلو من تنمية إفريقية شاملة تعتمد على الإنسان وهو السبب الرئيس تكون المرأة موجودة فى الطرح المصرى ويكون «شباب المستثمرين» أو ما أطلق عليه المؤتمر «رواد الأعمال الشباب» لتطرح مصر رؤية شاملة لاستنهاض إفريقيا من جديد تتكامل فيه الكتل والتجمعات ولا تتعارض ولا حتى تتنافس.. تصبح فيه مصر فعليا وعمليا بوابة إفريقيا الأساسية.. رؤية تتشابك فيها المصالح والآمال وبما يصعب على أى قوى غير إفريقية.. تتآمر عليها أو تتحكم فيها أو توجهها بعيدا عن أهدافها!
هل عرفتم ماذا تفعل مصر؟!