الجمعة 18 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإسلام دين وليس دولة  (7-7) خيانة تحت الطلب!

الإسلام دين وليس دولة (7-7) خيانة تحت الطلب!






لنحكى قصة لم يلتفت لها الكثير من باحثى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط. القصة حجر  زواية فى ملف دعاة فكرة «الإسلام دين ودولة»!

 فى الحرب العالمية الأولى وأثناء القتال بين القوات الألمانية وجيش الاتحاد السوفيتى حدثت مفاجأة عسكرية نادرة داخل الجيش الروسى. مفاجأه اذهلت الروس و الألمان معا.

جنود مسلمون داخل الجيش الروسى هرعوا من القتال. سلموا أنفسهم طواعية لوحدات الجيش الألمانى دون اضطرار عسكرى.
الألمان هم عدو بلادهم الأول آنذاك. كان هدف الجيوش الهتلرية احتلال روسيا.

لم يسلم الجنود المسلمون فى الجيش الروسى أنفسهم فقط للجيوش الألمانية. بل طلبوا الانضمام إليهم فى قتال الروس!

صدقت أجهزة التحقيق العسكرية على طلب الجنود الروس المسلمين. وكانت «وحدات السوفييت» داخل الجيش الألمانى. وقاتل المسلمون الروس بلادهم من داخل صفوف الألمان.
ذهبت السكرة لتأتى الفكرة. لقد كان السبب أن المسلمين الروس يرون بلادهم بلاد كفر وإلحاد. ورأوا أن دولتهم تستحق التدمير. فكان قرارهم بنصرة العقيدة الدينية على دولتهم الوطنية على الرغم من أن بلادهم تقاتل عدوًا يريد اغتصاب دولتهم!

التقطت المخابرات الألمانية الحادثة المذهلة. فكان القرار بتوظيف أرباب العقيدة الدينية بالمجان. فكانت الدولة الألمانية أول من وظف دعاة الإسلام السياسى فى أوروبا وأنشأت لهم مركزًا رئيسيًا فى ميونيخ لا يزال قائمًا حتى الآن. هذا المركز الذى تولى رئاسته لعشرين عامًا مرشد الإخوان المسلمين الأسبق مهدى عاكف!

هكذا تتم ممارسة الخيانة المشروعة عندما يتم تسويغها بمبرر شرعى. فيعتقد المسلم المصرى أن المسلم الماليزى أقرب له من المسيحى المصرى الذى يشارك نفس المصير. كما يعتقد المسيحى المارونى  اللبنانى أن المسيحى الفرنسى أقرب له من المسلم اللبنانى. هكذا تفعل «الهوية العقائدية» والغرس العقائدى بأن الدولة الوطنية هى انتقاص من مفهوم أشمل لوهم اسمه «الدولة الدينية»!
بعد سيطرة الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة على أورربا عقب انتصار الحرب العالمية الثانية التقطت المخابرات الأمريكية الفكرة الجهنمية التى استخلصها الألمان والتى تقول إن أسهل وأيسر تجنيد هو تجنيد أهل «الهوية الدينية» لتصويبهم ضد أى شىء وبأى شىء وفى أى شىء. وبالمجان دون بذل مجهودات التجنيد المعتادة!

فقاموا بتجنيد الإسلاميين أصحاب فكرة الاسلام دولة للقضاء على أعداء أمريكا تارة كما فعلوا ضد السوفييت فى أفغانستان وتارة ضد الدول الوطنية فى أحداث ما يسمى بالرييع العربى!

وضع الألمان حجر الأساس. أكمل الأمريكان البنيان.
منذ ذلك الحين يتم استخدام هؤلاء شر استخدام فى تخريب الدول من الداخل باسم الإسلام.
لقد كانت فكرة أن الإسلام بداخله مفهوم الدولة هى أخطر ما واجهه الإسلام ولا يزال.
هكذا تتم ممارسة الخيانة المطمئنة التى تستند لوهم شرعى يهدف لبناء جيل يعتقد أن حدود الدول وسيادتها هى إجراءات إدارية لتفتيت الدولة الإسلامية.
فهل أنتم منتهون؟