الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«بفعل فاعل»

«بفعل فاعل»






فاكرين 25 يناير، حتى الرابعة عصرا، لم يكن بها سوى 300 متظاهر، بدأوا من أمام دار القضاء العالى، بمطلب وحيد تقريبا، إقالة وزير الداخلية وقتها، اللواء حبيب العادلى.
شاركت فى الأحداث من خلال عملى بقناة فرانس 24، اصطحبت أسماء محفوظ، إلى المكان - دار القضاء العالى - للتصوير وسط المظاهرة!
مساء، تقلص العدد إلى أقل من 150، فى التحرير، وانتهى الأمر، بعد ساعات، كنا يوم الثلاثاء، مر الأربعاء والخميس فى هدوء حذر، وجاءت الجمعة، ورأينا من أول اليوم الشعار جاهز، الشعب يريد إسقاط النظام!!.
فى باريس بعد  7 سنوات تقريبا يتكرر المشهد، احتجاجات تبدأ بشعارات عن رفض زيادة الضرائب على الوقود، يستجيب الرئيس، لكن الأمور لاتهدأ، تصعيد جديد مماثل لما حدث فى القاهرة، الشعب يريد إسقاط الرئيس!!
الرئيس إيمانويل ماكرون هو من أشجع الرؤساء فى تاريخ فرنسا، اتخذ أهم القرارات التى تبدأ فى تخليص فرنسا من إرث الاشتراكية الثقيل، الذى يكبلها ويشل اقتصادها ويحد من انطلاقها، ويجعلها بيئة منفرة للاستثمار مقارنة بألمانيا مثلاً.
والنتيجة، باريس تحترق.. أعداد المحتجين، وصلت، بحسب تقديرات بعض وكالات الأنباء إلى أكثر من 125 ألف شخص.
 السلطات الفرنسية اعتقلت  1723 شخصا بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية الفرنسية، واستخدمت الشرطة الرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع لمجابهة الاحتجاجات ومثيرى الشغب.
ماكرون فى طريقه لتقديم تنازلات جديدة، الأنباء تتردد  عن  قرار بإقالة رئيس وزرائه إدوار فيليب لاحتواء حالة الغضب المتأجج بالشوارع الفرنسية.
فهل ستهدأ الأمور؟.. لا أظن، فالأحداث المتلاحقة تكاد تكون صورة طبق الأصل لما حدث فى القاهرة.
الفيس بوك أحرق باريس  ، وزير الداخلية الفرنسى كريستوف كاستانيه يتحدث عن الآلاف من الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تدعو للمزيد من العنف، وتبث المزيد من الأخبار الكاذبة لإشعال الشارع؟
«نحو مائتى حساب على موقع تويتر تنشر صورا ومقاطع فيديو لأشخاص أصابتهم الشرطة بجروح بالغة، يفترض أن يكونوا من محتجى السترات الصفراء، فى حين تعود هذه المشاهد، إلى أحداث لا تمت بصلة إلى التظاهرات الجارية فى فرنسا»!!.
الحكاية دى تحديدا مش بتفكركم بحاجة؟.. بلاش حكاية الشرطة والإصابات.. فاكرين لما ظهر عندنا أكثر من ألف كيان باسم شباب الثورة؟
إيه رأيكم فى باريس الآن نفس الأمر يتكرر، فى البداية كان ناشطو «السترات الصفراء» يرفضون أن يتحدث أى  شخص باسمهم.
الآن، برزت عدة وجوه تقدمها وسائل الإعلام الفرنسية باعتبارها مؤهلة للحديث باسم الشباب  وأنهم ممثلون عن  الحركة.
الإعلام الفرنسى نفسه يشكو من اتساع رقعة الذين يحاولون أن يظهروا داخل حركة «السترات الصفراء» كما لو كانوا ممثليها شبه الرسميين.
بلاش دى كمان، إيه رأيكم أن الكل يتحدث - فى باريس طبعا عن فتاة اسمها  بريسيليا لودوسكى كان لها دور بارز فى إطلاق هذه الحركة والاحتجاجات.
خلوا بالكم وركزوا فى المعلومات القادمة.. الفتاة كانت تدير محلا تجاريا صغير الحجم فى قرية «سافينى لوتومبل» الواقعة فى المنطقة الباريسية. وكانت من قبل موظفة صغيرة فى أحد المصارف.
وفى شهر 29 مايو 2018 أطلقت بريسيليا لودوسكى على «الفيس بوك» عريضة موجهة إلى السلطات الفرنسية تشرح فيها الأسباب التى تُثقل كاهل الأشخاص ذوى الدخول المحدودة أو أصحاب المؤسسات الصغرى وتخنقهم بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.
السؤال المهم هل ما  يحصل فى باريس هو جزء من المشهد الأوروبى الذى يعاد تشكيله لأسباب اقتصادية وسياسية واجتماعية، ولا الحكاية حاجة تانية خالص؟
بجد كل اللى بيحصل فى باريس، مش بيفكركم بحاجات كتير؟!!