الأربعاء 17 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشيخ كشك.. المنولوجست الدينى (١-٢)

الشيخ كشك.. المنولوجست الدينى (١-٢)






جهادى سابق وتائب توبة نصوحا. كنت أتلقى مقالاته للنشر ومراجعتها أثناء عملى فى الأهرام.
سألنى ذات مرة أى الدعاة أخطر.. دعاة «السلطان» أم دعاة «الجماهير»؟
أجاب الرجل الذى كان قد قضى نحبه فى تجنيد شباب الجماعات الإسلامية من فوق المنابر:
«دعاة» الجماهير هم الأخطر وأشد تنكيلا!

إعلامية كبيرة أرسلت لى «لينك» منشور بأحد المواقع الصحفية عن ذكرى ميلاد أو وفاة الشيخ عبدالحميد كشك التى مرت قبل يومين. لفت نظر الإعلامية المرموقة تعليقات المرور التى تمجد فى الرجل وقالت مختنقة: كيف والرجل أول من أساء الخطاب الدينى فى مصر!

«كشك» الذى استباح السب والقذف والغيبة والنميمة قبل أن يستبيح منبر الرسول الأكرم عليه السلام لايزال «أيقونة» عند كثير من الناس حتى الآن.
أحال الدروس والخطب الدينية إلى فقرات للسخرية العلنية. أفقدها وقارها وهدفها فى التوجيه والتعليم والتفقه.
جعل منها هدفًا آخر هو «التسلية والتهريج والإضحاك» فى غير محله.
كل ذلك من أجل هوى شخصى هو صناعة «نجومية» الشيخ كشك!
كان الرجل معيدًا بكلية أصول الدين فى جامعة الأزهر. كانت الفرصة متاحة أمامه لممارسة متعة التعليم واللقاء الدورى بجمهوره من الدارسين.
بيد أنه عزف عن تلك الوظيفة التى لم تكن لتحقق له الشهرة والجماهيرية التى كان يسعى لها. لقد أضحى أسيرًا للشهرة. خاضعًا لها. مشغولًا بتحقيقها واستمرار تألقها. لذا كان فى كل درس يتعمد إقحام واقعة متعلقة بأحد المشاهير من أجل إحداث ما يمكن تسميته «الصدمة السمعية» التى تمكنه من الاستحواذ على اهتمام الجماهير!
يبدأ بعدها فى عملية بناء شهرته أعلى من سكرة الضحك والإضحاك التى تتيح له الاستحواذ النفسى على جمهوره!
الشيخ كشك كان كفيفا. ومن ثم كان بحاجة لمعرفة ردود أفعال المتلقين!

كان لا يعرف له طريقا للجمهور سوى الإضحاك الذى كانت قهقهاته تصل إلى آذانه فتشبع بداخله حالة «تحقق الذات». هو بذلك يعترف بأهمية الكوميديا فى التواصل مع الجماهير لكنه أراد أن يحتكرها لنفسه ليدخل طرفا معلنا فى حرب النجوم منافسًا بذلك نجوم الفن.

فى كل مرة يرتقى «كشك» المنبر يتقمص دور من يرتقى خشبة المسرح.. فكان يغلب عليه الأداء التمثيلى!
الأداء التمثيلى للرجل يكشف عن مدلولات نفسية تعبر عما يلى:
١- ذات الشيخ لم تتحقق بالقدر الكافى فى مجال الخطابة.
٢- الرجل مولع بحالة نجومية أراد منها منافسة مشاهير الفن.
٣- كانت تصله تأثيرات الفن المصرى على وجدان الجمهور المصرى فأراد أن يكون مؤثرا.
٤- كشك متابع جيد لألوان الفن المصرى وقادر على تذوقها وبالتالى منح نفسه حق تقييمها.
٥- أدرك لمساحة ازدواجية مذهلة فى ذوق الجمهور المصرى الباحث دائمًا عن حالة ترفيهية يجدها دائمًا فى الكوميديا. فالجمهور الذى كانت تتعالى ضحكاته أثناء خطب الشيخ هو نفسه الذى كان يضحك فى المساء من فرط خفة ظل عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبى!
غدا نكمل