الثلاثاء 15 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
التحدى 2

التحدى 2






التحدى أسلوب حياة نعيش هذه الحياة بما فيها وما عليها وتقابلنا صعوبات وعراقيل نتخطاها؛ ونتعرض لآلام نتجرع مرارتها؛ وما بين قليل من السعادة وكثير من الشقاء تمضى بنا الحياة.. وهذا يدعونا إلى التساؤل ما الذى نبحث عنه خلال رحلة الحياة ؟ الحقيقة التى لاشك فيها إننا عادة ما نبحث عن السعادة، ولكن ما هى السعادة؟ الواقع أن علماء النفس والفلاسفة اختلفوا فى تفسير معنى السعادة.
ولكن يمكن القول بأن السعادة الحقيقية هى تحقيق الذات والطمأنينة والرضا والقناعة للإنسان وفقاً لمعتقداته واتجاهاته؛ المهم ألا يعقب سلوكه ندم، وعلى كل حال فأيا كانت معتقداتنا فى هذه الحياة فالسعادة قرينة التحدى، فالتحدى هو القاسم المشترك لبلوغ السعادة مهما اختلفت أهدافنا أو غاياتنا أو فلسفاتنا، فلا نستطيع أن نحيا حياة خالية من التحدى، فالتحدى هو سبيل الأمل والرجاء.
لذا يجب أن نسأل أنفسنا هل التحدى قاسم مشترك فى كل خطوة من خطوات حياتنا أم أننا نبتعد عن طريقه لنهنأ والراحة والكسل.. الواقع يجب أن ندرك أنه إذا أردنا أن ننهض من سُباتنا فيلزم أن نتخذ التحدى أسلوباً لحياتنا.. فنحن نعيش مرحلة تحقيق الذات، وهى مرحلة تقتضى منا أن نستنهض ونستنفر فيها كل قوانا لبناء المستقبل.
فإذا كانت الأمم تمر بمراحل تبدأ من الصعود وحتى الاندثار، فإن التحدى هو دائما قرين صعودها؛ فكلما خفت حدته اقتربت من نهايتها المحتومة، وإذا كان ماضينا هو فخر لنا ولأولادنا وأحفادنا، فيجب أن يكون دافعاً لنا لاستشراف المستقبل لا أن نكتفى بالعيش على أطلاله.
وقد يخطئ البعض ويرى أن التحدى يعنى النجاح وإنما هو طريق النجاح، فالاستجابة هى أول خطوة من خطوات التحدى ومحاولة تغيير الواقع عن طريق خوض غمار التجربة، وفى هذا المقام يقول «آرنولد توينبي»، صاحب نظرية «التحدى والاستجابة» «إن البيئة تتحدى الناس؛ فإن استجابوا للتحدى بنجاح فإنهم سوف يتمكنون من إنشاء حضارة قوية ذات شأن وإن هم فشلوا فإن نمو حضارة متقدمة فى تلك البيئة أمر عسير».
فلا يجب أن نقيد خطانا ونكبت طموحنا بالخوف من التجربة فقد قال الإمام مالك رضى الله عنه « كل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم « ويقول «روبرت شولر» «أُفضِّل أن أغير رأيى وأنجح على أن أستمر على نفس الطريقة وأفشل». ويقول «ليوناردو دافنشي» «فقط عبر التجربة نستطيع أن نتعلم شيئاً».فى حين يقول «توماس أديسون»: «العديد من التجارب الفاشلة فى الحياة تكون عندما لا يُدرك الناس أنهم كانوا قريبين من النجاح عندما استسلموا»، ويعلق» أديسون « على تجاربه الكثيرة «أنا لم أقم بألف تجربة فاشلة، بل تعرفت على ألف طريق لا يؤدى إلى الحل الصحيح».
فالخير قادم لأمتنا لا محالة طالما بدأنا طريق التحدى ورغبنا فى الانطلاق نحو المستقبل بمنهج علمى مدروس فى مسيرتنا الرشيدة، فبالصبر والعزيمة والاجتهاد تُبنى الأمم.