الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«سلمت يداك يا سيد الذبحاين»

«سلمت يداك يا سيد الذبحاين»






فى العام 2004، أفتى يوسف القرضاوى، الملقب بشيخ قطر، ان قتل المدنيين المتعاملين مع الاحتلال فى العراق «مبرر» وأنه مثل قتل العسكريين، بعدها خرج علينا، أبو مصعب الزرقاوى، يذبح رهينة، وسط هتافات من حوله «سلمت يداك ياسيد الذباحين».
سماحة القرضاوى – لا وقتها ولا الآن –  قال لنا فتواه فى قاعدة «العيديد» والمتعاملين المدنيين معها وهى القاعدة التى اديرت منها الحرب على العراق ومنها تدار الاستراتيجية العسكرية الامريكية فى الشرق الأوسط.
وقبله رفعوا فى وجوهنا «إن أخطأنا فلنا أجر وإن أصبنا فلنا أجران» نص ما قاله المجرم الارهابى عاصم عبدالماجد وهو يبرر بدم بارد قتله لـ 118 ضابطا وعسكريا مصريا فى مذبحة أسيوط 1981...
مشاهد «الذبح»، الذى تنتهجه عناصر «داعش» الإرهابية، لا تبعد كثيرا عن فتوى القرضاوى، ولا مبررات عبدالماجد، فكل يوم نشاهد مشهدا صادما، والأرجح أنها لن تنتهى لاعتقاد التنظيم الأكثر دموية بين التنظيمات الإرهابية المنتشرة حول العالم، أن هذه المشاهد القاسية هى «فزاعته» لتأكيد سيطرته وإظهار قوته، وأن الهزائم التى منى بها خلال الفترة الماضية لم تؤثر عليه.
آخر مشاهد الذبح شهدتها العاصمة المغربية الرباط الاسبوع الماضى عندما  ذبح أعضاء بايعوا التنظيم الارهابى سائحتين إحداهما نرويجية والأخرى دنماركية كانتا فى منطقة جبال أطلس الأسبوع الماضى، ولم ينسوا طبعا قبل الذبح تناوب اغتصاب الضحيتين.
وعثر على جثتى الدنماركية لويسا فستراجر جيسبرسن، 24 عاما، والنرويجية مارين يولاند، 28 عاما، مذبوحتين فى منطقة معزولة على الطريق إلى قمة «توبقال» وهى أعلى قمة فى شمال إفريقيا ومقصد شهير لتسلق الجبال.
واعتقلت السلطات المغربية 4 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاما من مناطق بالقرب من مراكش فيما يتصل بمقتل السائحتين.
وقالت السلطات المغربية إن المشتبه بهم الأربعة بايعوا تنظيم داعش وزعيمه أبوبكر البغدادى فى تسجيل مصور الأسبوع الماضي..
بعد المبايعة الكترونيا، بأسبوع واحد اغتصبوا وذبحوا السائحتين بدم بارد، شباب اقتنع  أن الجهاد ونصرة الإسلام يأتى بخطف سائحتين أجنبيتين واغتصابهما وذبحهما وتصوير ذلك فيديو وبثه على العالم!
لاحظ أن القتلة، ليسوا  أعضاء فى جماعة داعش حقيقة.. هم «بايعوا» داعش عن طريق فيديو.. «ناس عادية» لا عاشوا فى معسكرات التنظيم، ولا تدربوا على يدهم، وبالتأكيد لم يقتلوا من قبل .
 بالتأكيد الشباب الأربعة عاشوا بين الناس، سنوات طويلة ولم يلحظ أحد عليهم أى شىء، مثلهم مثل شباب آخرين يعيشون بيننا الآن ولا نلحظ عليهم أى شىء، شباب تربى على أفكار سيد قطب، شيخ الإخوان، والذى  يعتبرنا كفارا وبلاد كفر فما بالك بغير المسلمين!
شباب عاش يسمع ويقرأ، لعمرو خالد، ومؤمن باعلانه عن « الفراخ « وأنها  ترتقى  بروحك وتقربك من ربنا قبل صلاة الترويح!
ناس تزنى وتغتصب وتقتل وتذبح وتكذب وتنافق وتدمر وتخرب، لنصرة دين يقوم على تحريم وتجريم كل مايفعلوه!
هل تعتقد أن ما فعلوه جاء، فعلا بعد أسبوع واحد، من مبايعة داعش ؟  لا أعتقد أن من يذبح ويغتصب، يصل لهذه الدرجة، مرة واحدة، أظن أن ما فعله هؤلاء الشباب متأصل بداخلهم، حدث لهم غسيل مخ، تربوا عليه، تطبيق عملى لطريق طويل من التطرف المتدرج، التطرف المسكوت عنه، بحجة أن منهم من لم يحمل السلاح، وفى الحقيقة هم فى انتظار اللحظة المناسبة للاغتصاب والقتل، لحظة الخروج والتمكين.
الناس دى عايش زيها  وسطنا.. «يبدو»  لنا أيضا، أنهم  ناس عادية.. لكن فى الواقع هم دواعش حتى النخاع.. منتظرين  فرصة بعيد عن عين الأمن والقانون، عشان يفصلوا رأس حضرتك عن جسدك..
طبعا حضرتك تستبعد ذلك، ارجع فقط بالذاكرة، الى ما حدث فى سوريا  وبمجرد أن وصل  الدواعش الى  أبواب المدن، خرج الكامنين منهم وهاجموا أهلهم وجيرانهم وقالوا لهم «أنتم كفار فجرة» وساندوا داعش حتى تمكنت من مدن بأكلمها.
 الذبح الأخير ليس مسئولاً عنه فقط هذه الوجوه البائسة الكريهة التى نفذته فهى عقول تم اختطافها بأفكار مغلوطة وملغومة يرددها فى إعلامنا وشوارعنا ودور عبادتنا وجوه منكرة تحظى بغض الطرف عنها لأسباب مجهولة لا نعلمها.
عقول تعيش على تفسير مشوه من شيوخ مشوهين لأية «فإذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ».